يعيش شبابنا السعودي من الجنسين حياة مرفهة فارهة وغاية في النعومة إلا فيما ندر.
هذه الحياة الناعمة تبدأ من الأسرة التي تتولى رعاية هؤلاء الشباب، وتتولى مسؤولية الانفاق عليهم من قبل ولادتهم حتى بعد ان يتخرجوا من الجامعة، او المعهد.. وليس فقط الأسر التي تسهم في عملية انفاق الأموال على الشباب. بل ان الدولة أيضا بمعاهدها، وجامعاتها، وكلياتها تسهم أيضا في عملية الانفاق على الشباب من خلال التعليم المجاني، ومن خلال المكافآت الشهرية، والمعونات التي تمنح للطلبة من الجنسين.. هذا النعيم الذي ينعمون به لا شك انه يجعلهم معتمدين على الآباء والأمهات، وعلى الدولة في توفير سبل العيش الرغيد لهم دون عناء، او أي جهد يذكر منهم لذلك نجد سعيهم في ممارسة العمل والبحث عن فرص العمل سعيا اتكاليا لا يرقى الى درجة الاحساس بالمسؤولية. ذلك لأنهم عندما يتعثرون مرة او مرتين في البحث عن فرصة عمل يتقاعسون عن الاستمرار في البحث هذا التقاعس يوجد فرص البطالة بين صفوف الشباب من الجنسين.. ويحرمهم ويحرم الوطن من استغلال طاقاتهم الكامنة في أنفسهم.
لذا أتمنى على الأسر، وعلى الدولة ان تقلل من فرص العطاء المجاني للشباب والذي يزيد من اتكاليتهم ويعيق مسؤولياتهم في البحث عن مصادر الرزق، فماذا يحدث لو ان الشاب السعودي والشابة السعودية تعودوا على العمل وهم على مقاعد الدراسة فينهلون كؤوس العلم ويعملون في آن معا ويدفعون مصاريف دراستهم بأنفسهم بدلا من آبائهم وأمهاتهم، وعوضا عن الدولة هذا الاعتماد على النفس لو انه تم سوف يحقق للمجتمع السعودي وبدون أدنى شك شباب قمة في العطاء، وقمة في تحمل المسؤولية، والى جانب ذلك فان مجتمعنا سيحظى ايضا بشباب متخرج ومتسلح بالعلم، وفي ذات الوقت يملك سلاح التجربة والخبرة في مضمار العمل والانتاج، وسوف يجعلهم بعد التخرج مستعدين استعدادا تاما وكاملا لخوض غمار العمل سواء كان ذلك العمل مهنيا او مكتبيا.. ولكن ايجاد فرص العمل للشباب من الجنسين وهم لا يزالون على مقاعد الدراسة هي مسؤولية القطاع العام والخاص حيث أصبح لزاما عليهم تخصيص عمل للشباب من الجنسين تحت بند العمل بنظام الساعات تتلاءم وتتواءم مع ظروفهم الدراسية.. ولا تقتصر فرص العمل هذه على الاجازات نهاية العام الدراسي، او في اجازة نصف العام ذلك لان هذا العمل سوف يسهم في تحديد رغبات الشباب لنوعية الدراسة أولا وسوف يجعل هذه الشركات والمؤسسات تحظى بشباب جاهز للعمل والانتاج فور تخرجه، كما انه سيصبح لديه رصيد من ساعات العمل ورصيد مادي يمكن ان يبدأ به تأسيس حياته وبناء عش الزوجية في أقل وقت ممكن.
آخر الغيث:
ـ ولنا في رسول الله قدوة حسنة اذ اننا نعلم جميعا بانه كان يرعى الأغنام ويعمل بالتجارة كما انه كان يخصف نعليه بنفسه ولم يكن باعتباره رسول الأمة اعتماديا على غيره.
ـ تذكروا ان العمل عبادة.. والعبادة تتطلب الاتقان حتى تظفروا بالأجر والثواب الجزيل لذلك ينبغي ان تكونوا متقنين للعمل الموكل اليكم ومحبين له وباحثين عنه.
ـ يعجبني رئيس العمل الذي يتيح ويمنح مرؤوسيه فرصا متساوية للتميز والإبداع في العمل يمكنهم معها زيادة معدل الانتاجية فيه دون الشعور بالظلم.