أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ضرورة انتهاز فرصة شهر رمضان لتأكيد وحدة الأمة الإسلامية والعودة إلى الله سبحانه وتعالى مشيراً إلى أن ما أصاب الأمة الاسلامية من محن لا يمكن احتماله فالكوارث تحيط بها من كل ناحية وأعداء الإسلام يتربصون بها الدوائر ويشعلون حرباً لا هوادة فيها.
وأضاف شيخ الأزهر خلال كلمته التي القاها مؤخراً أمام ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة أن شهر رمضان فرصة لاستعادة المسلمين أفراداً وجماعات قوتهم الروحية والمعنوية والمادية واحياء فريضة التكافل الاجتماعي بين المسلمين. وقال ان الصيام يدعم العقيدة ويبين الضمير في المسلم ليكون اللبنة الصالحة في الكيان البشري حتى ينجح في تحقيق الرسالة العظيمة التي من أجلها خلق الله الإنسان على هذه الأرض.
وأضاف شيخ الأزهر: دائماً كان رمضان يهل على الأمة الإسلامية في الماضي بالأمن والأمان وكان المسلمون يستقبلونه بالبشر والسعادة مستبشرين بطلعته عليهم لأنهم كانوا يرون فيه تنافساً في عمل الخير واستمراراً في الطاعة ولأنهم كانوا يرون فيه دافعاً لقوتهم ووحدتهم أما رمضان فقد جاء هذه الأيام والأمة الإسلامية تعيش هولا وكربا من تهديد ووعيد بعد أن انقضت أحداث سبتمبر التي ألقت بظلالها الوخيمة على العالمين العربي والإسلامي وتجرع المسلمون كؤوس الألم.
وأكد شيخ الأزهر أن رمضان شهر الانتصارات الكبرى لأنه كان يأتي على قوم يحسنون صومه ويطبقون فيه أحكام الإسلام وتزيد الهمم في الطاعات وتسمو النفوس بصفاء اطلالته وأشراقته فهو شهر الصبر والمواساة للفقراء وأصحاب الحاجات.
وأضاف وزير الأوقاف انه من رحمة الله سبحانه وتعالى بأمة الإسلام وفضله العظيم عليها بأن أنعم عليها بهذا الشهر الكريم وخصنا فيه بمزايا عظيمة ومنن كثيرة لم يعطها أية أمة قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم ـ وهذه المزايا وتلكم الفضائل يفصح عنها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعطيت امتي في رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي الاولى: اذا كان رمضان نظر الله إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه. والثانية أن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك. والثالثة أن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة. والرابعة أن الله عز وجل يأمر جنته ويقول لها استعدي وتزيني لاستقبال عبادي الصائمين فأنهم أوشكوا أن يستريحوا من الدنيا إلى داري وكرامتي أما الخامسة فأنه إذا كان آخر يوم من رمضان غفر الله لهم جميعاً.