رمضان شهر خير من ألف شهر.. تتغير الحياة تماماً خلال هذا الشهر.. العادات والتقاليد ويبقى شيء واحد أن رمضان يدخل البهجة إلى النفوس كبار وصغار. ولقد اختلف الشهر الكريم بعاداته في الوقت الحاضر عن الماضي.. البعض قال ان رمضان زمان أفضل من الآن والبعض الآخر قال ان رمضان الحاضر أفضل من الماضي بما فيه من بهجة وفرحة. (اليوم) استطلعت رأي عدد من كبار السن ليقولوا لنا الفرق بين رمضان زمان والآن..
أوضاع الحي!
يقول حمد العبيد أن رمضان اختلف كثيراً عن السابق خصوصاً حب الناس لبعضهم البعض أما الآن فلو فتحت باب مجلسك فلن يأتي أحد ويقول: كان الناس في الماضي يقضون وقتهم في المسجد وقراءة القرآن بعد الانتهاء من أعمالهم ثم يجتمعون على الشاطئ قبل الغروب ومن ثم يذهبون لتناول الإفطار.. ومن ثم صلاة العشاء والتراويح وبعد التراويح يتدارسون أوضاع الحي ويحلون مشاكله.. أما الآن فلا تكاد تراهم إلا مصادفة في المسجد. وتمنى أن يعود " القرقيعان" وأهازيج رمضان التي يشتاق إلى سماعها.
سابع جار
يقول العم عبد الله المزهر ان رمضان في الماضي كانت له بهجة وفرحة لا توصف خصوصاً عند الأطفال أما الآن فالفرحة لا تساوى ثمن الفرحة في تلك الأيام ويرى أن السبب هو تغير الناس وليس الزمن كما يقول البعض.. ففي الماضي كان الجار يصل إلى الجار البعيد أو كما يقال سابع جار أما الآن فياليت الجار يرى جاره اللذين لا يفصل بينهما سوى جدار وكانت الاجتماعات بين الناس والمباركة برمضان.. أما الآن فانشغال الناس بأعمالهم ومشاغلهم أدى إلى انشغال الابن عن ابيه والأخ عن أخيه أما ما يزعجه الآن فهو سهر الشباب إلى الفجر فهو لم يتعود على ذلك.. فكان ينام قبل العاشرة مساءً ويستيقظ لتناول السحور وصلاة الفجر وبعدها لا يعود إلى النوم إلا في موعده في اليوم التالي ونتمنى أن يعود الناس كما في الماضي.. يفكر أحدهم في الآخر ويزور الجار جاره وكذلك يتمنى عودة الألعاب الشعبية القديمة حتى يحس بطابع رمضان الماضي.
معلبات!
يقول: سويلم الراشدي إن رمضان اليوم لا يشبه رمضان القديم حيث كانت له نكهة خاصة تختلف عن كل النكهات.. أما رمضان اليوم فهو كأي يوم عادي في أي شهر ويرجع الأسباب إلى صحة الناس هذه الأيام وإلى أكل المعلبات حتى أصبح العمل يشكل عليهم عبئاً ثقيلاً يفضلون أن يخلدوا بعده للراحة أما في الماضي فقد اعتاد الناس على أكل التمر وشرب اللبن وكانت أجسادهم قوية تساعدهم على الاجتماع بعد الأعمال والترويح عن أنفسهم وقضاء احتياجات الفقراء منهم والمساكين أما بالنسبة لليوم فالشباب طيبون ولكنهم يحبون النوم كثيراً لذلك ليس لديهم وقت لتبادل الزيارات مما أفقد رمضان نكهته.
النفوس تغيرت!
يقول العم عيضه بخيت ان رمضان لم يتغير ولكن الأنفس هي التي تغيرت فالناس كانوا في الماضي بحق لا يتركون جارهم أو قريبهم ويسألون عنه ولم يتعذروا بالأعمال كما هو وضع الناس اليوم.. فحتى الناس في الماضي كانت لديهم أعمال.. وأعمال مضنية وشاقة وليست كأعمال اليوم فالأعمال ليست عذراً ولكن الناس هم الذين تغيروا ونتمنى أن يرى الناس يملأون الشارع مجيئاًُ ذهاباً ويتنقلون من منزل إلى آخر كما كانوا في الماضي فقد اشتاق إلى سماع طرق الأبواب وأصوات الترحيب أيام زمان.