لا شيء احب الى قلب زان تشونغيونغ بعد انتهاء دوامه في العمل من ارتداء البيجاما والخروج للتسوق.
بعد ظهر احد ايام شهر سبتمبر الماضي تجول (زان), الحارس الامني البالغ من العمر 42 سنة, في السوق الشعبي المكتظ بالناس في وسط شانغهاي مرتديا بيجاما بيضاء انيقة مكوية حديثا.
وكان هناك متسوقون آخرون يرتدون البيجامات يساومون بائعي الاسماك او يبحثون عن احتياجاتهم بين بسطات الخضار.
لقد اصبح مشهد الرجال والنساء في الاماكن العامة وهم يرتدون الثياب الخاصة بنومهم مشهدا مألوفا في شوارع شانغهاي, اكبرالمدن الصينية واكثرها رخاء وازدهارا.
انك تراهم بثياب النوم يسيرون على الارصفة المكتظة بالمارة وسط آخرين ببذلات العمل, وكأنهم يفعلون شيئا طبيعيا وعاديا للغاية.
وفي (السوبر ماركت) تراهم
ـ وتراهن ـ ينتعلون الخفوف وهم يدفعون عربات التسوق امامهم. والبعض ينطلق بالدراجات النارية واهداب البيجاما الفضفاضة تتطاير وراءهم.
يقول سكان شانغهاي انهم يرتدون البيجاما في الاماكن العامة منذ اكثر من عشر سنوات على الاقل بعد الانتعاش الاقتصادي الذي اتاح لهم اضافة ألبسة النوم الى خزاناتهم التي لم تكن تحتوي في السابق على اكثر من بذلات (ماو) الرمادية والزرقاء الرتيبة.
ويضيف هؤلاء ان ارتداء البيجاما لا يسبب لديهم اي احراج فألبسة النوم مريحة اكثر من الألبسة العادية. خاصة في صيف شانغهاي الذي يتميز بالحرارة والرطوبة الشديدتين, فضلا عن ان تنظيفها اسهل. انها من مظاهر الرخاء.. وارتداؤها طريقة للتباهي بالنعمة الحديثة.
يقول زان : (سكان المدن وحدهم يستطيعون شراء ألبسة كهذه. اما في القرى الزراعية فلايزال الفلاحون ينامون بثياب العمل).
بعض السكان يعتبرون الامر مجرد صرعة محلية جميلة, وهو اعتقاد يسود ايضا بين المسؤولين عن المحافظة على مظهر شانغهاي الجميل.
ويقول جانغ ليمين , الناطق في مكتب الاشراف البيئي للمدينة: (البعض يقول انه عمل غير حضاري, الا انه مجرد عادة غير مؤذية عند السكان).
لي كزياولينغ التي تملك محلا في وسط شانغهاي لا يبيع سوى البيجامات, انها تستطيع ان تحدد المكانة الاجتماعية لاي فرد بالنظر الى ثياب نومه.
قد يبذر فرد من افراد طبقة المهنيين الحديثة مبلغ 100 يوان (12 دولارا) لشراء بيجاما من نوعية وتصميم حديث. ولكن معظم لابسي البيجامات في شانغهاي يفضلون شراء البيجامات التي تتراوح اسعارها بين ما يوازي الدولارين والثلاثة دولارات.
وطبعا, الألوان والتصاميم المعينة تصبح هي الموضة الدارجة لفترة ما ثم تختفي بسرعة, شأنها شأن كل الازياء. وهذه السنة الموضة هي الالوان البراقة للنساء والتصاميم الضيقة للرجال.
تقول (لي): النساء شديدات الحرص دائما فيما يختزن لانه يتعين عليهن الخروج للتسوق.
والبعض يرتدي البيجاما في اماكن العمل. في شارع قريب تتوزع على جانبيه ورش تصليح السيارات ومحلات بيع قطع الغيار والاطارات, تجلس (يان هويجو) في كشك على الرصيف لبيع الجرائد والمجلات. هذه المرأة البالغة من العمر 44 عاما ترتدي في عملها بيجاما قطنية مزينة بصور الدببة المبتسمة.
وتقيم (يان) في الجانب الآخر من الطريق وهي تقول احيانا انها لا ترتدي الألبسة الاعتيادية لعدة ايام. انها ترتدي البيجاما في الغالب. وهل تشعر بالاحراج في ثياب النوم (تقول ضاحكة) : (ليس هناك احراج البتة. الناس في المدينة معتادون , بل انهم يبدون اعجابهم اذ كنت ترتدي بيجاما جميلة. ولكن لكل شيء حدودا, فبعض المطاعم الراقية والمتاجر الكبرى لا تسمح بدخول مرتدي البيجاما.