DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اللورد الزائف!!

اللورد الزائف!!

اللورد الزائف!!
أخبار متعلقة
 
حاولت ان أرتاد بعض الاماكن الفخمة.. وان ارتدي السموكنج وأضع ـ البايب ـ اوسيجار هافانا على طرف شفتي.. وأنفث الدخان بطريقة برجوازية متقنة.. واتحدث الانجليزية بلغة (الملكة) كما يفعل صاحبي ـ ابن الزلفي ـ والذي اصبح ـ لندنيا ـ منذ وقت مبكر.. وقد اخترت ملابسي من حانوت شهير في وسط المدينة.. لايقصده الا الاغنياء.. واللوردات.. واصحاب الالقاب العريقة منذ اربعة قرون.. كل هذا وصاحبي ـ المليونير ـ لايزال يجهد نفسه ويكتشف باستمرار ان ثمة شيئا ناقصا في هيئتي الاروستقراطية المرتبكة.. وقد آثر ان يأتي باحدى فتيات (السلون رانجرز) لتعلمني ـ البروتكول ـ ولغة هذه القبائل الانجليزية المترفة وقد تحولت في الدرس الثالث .. واليوم الثالث.. الى عاشق فانسحبت المسكينة هاربة.. تاركة آخر اجر لها.. وجاء صاحبي .. هادرا.. غاضبا.. صارخا ـ الا تريد ان تتعلم كيف تصبح (لوردا)؟ قلت له ـ وفر نقودك (وتعبك) فهذه امور لا اصلح لها.. ولا تصلح لي.. * ولكنه لم يستسلم : (فجاءت امرأة عجوز صارمة.. لاتضحك ابدا.. وقد فعل بها الزمن افعالا بشعة.. وهي تحاول ان تسترد أمجادها الماضية عند كائن بسيط مثلي.. واخذت تنهرني بقسوة وتعلمني كيف آكل.. وكيف أمشي.. وكيف اتحدث.. ولكن العجوز بلغ بها الحنق مبلغا لايطاق.. فصفعتني.. على غفلة.. وكان رد فعلي سريعا فلطمتها لطمتين) على اعتبار.. (أن البدوي لايموت له ثأر). وصرخت العجوز.. وخرجت تولول.. والخدم خلفها يتساءلون : ماذا حدث..؟ واخبرتهم.. انني حالة عجيبة ميئوس منها.. ولايمكن ان اتعلم وجاء صاحبي الواسع الثراء.. يواسيها.. ويأخذ بخاطرها.. ويضاعف لها أجرها.. ويطلب منها ان تستمر .. ولكنها اصرت اصرارا جازما.. على عدم مواصلة دروسها.. وقد قالت تلك العجوز كلمات قذرة .. لا داعي لذكرها.. اما المرأة البدينة الثالثة.. فيبدو انها متمرسة على شئون وعادات العرب.. وقد أدركت خبرتها منذ اليوم الاول.. وتلمست ثمة شيء مهول تضعه على كتفي.. اثناء الدرس.. وكان يشغلني عن تعلم اللغة.. وبعد شهر أدركت انها اجادت اللغة العربية اكثر مني.. وعندما رحلت الى مدينتها الصغيرة (سوندن) كانت قد تركت اشياء اثيرة.. لاتمحى.. وقد تعلمت الى حد كبير كيف ارتدي ملابسي على مهل.. واتقان وأبتسم صامتا.. في الحفلات الرسمية.. واهز رأسي ذات اليمين.. والشمال) وانصت لمن يحدثني.. وكأني قد فهمت!! وبالامس عندما هاتفني ذلك الصديق القديم من مدينة (كان) تذكرت تلك الايام.. قلت له : كان ياما كان.. فعلا تذكرني بذلك الزمان.. فنحن هنا في بلادنا.. في أمان.. وقد أذعن الحصان.. واستكان.. ولا أزيد!!