الشمس وهي تبعد عن الأرض مائة وخمسين مليون كيلو متر يبدو قرصها بحجم قرص القمر الذي لاتصل المسافة بينه وبين الارض في حدها الاقصى الى أكثر من اربعمائة ألف كيلو متر، غير انه متى تظهر لنا الشمس في قوة نور القمر المكتمل؟ لو كانت الشمس على بعد 294 بليون كيلو متر لشاهدناها مضيئة مثل القمر. وهذه المسافة لاتمثل إلا واحدا في المائة من السنة الضوئية. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة.
ولو ابتعدنا عن الشمس مقدار سنة وثلاثة ارباع السنة الضوئية لظهرت لنا الشمس كالشعرى اليمانية ألمع نجوم السماء أي من المسافة هذه ستبدو لنا الشمس لامعة مثل الشعرى التي تفصل بيننا وبينها ثماني سنوات ونصف السنة الضوئية.
ولو ابتعدنا عن الشمس مسافة ثلاث سنوات ضوئية لظهرت لنا الشمس مثل نجم الدبران الذي يبعد عنا ستين سنة ضوئية.
ولو ابتعدنا عن الشمس ستين سنة ضوئية وهي التي تفصل بيننا وبين نجم الدبران لما استطعنا ان نرى الشمس بالعين المجردة لكننا نرى نجم الدبران.
نستنتج مما تقدم اننا نشاهد الشمس كألمع شيء في السماء لأنها قريبة جدا جدا. ونشاهد النجوم نقطا من الضوء لأنها بعيدة جدا جدا. فالشمس هي أقل ضوءا من الشعرى واقل ضوءا من نجم الدبران. وبعد اقل من مسافة سنتين ضوئيتين تبدو الشمس نقطة من الضوء كأي نجمة من نجوم السماء ومن ثم فان الشمس في حقيقة الأمر هي أقرب نجمة للأرض وجميع النجوم التي في السماء هي شموس مثل شمسنا ومعظمها اكبر حجما من شمسنا واشد منها لمعانا فسبحان الخلاق العظيم.