للصيام في بلاد الغرب ذوق ولون مختلف حيث تتصارعه الثوابت والمشاعر والأمنيات ورمضان في السنوات الأخيرة وهذه السنة بالذات يمر علينا ونحن نراجع مبادئنا ونعيد ترتيب أولوياتنا والأهم من ذلك هو بأننا بدأنا نغوص في أعماق انفسنا ونجلو الصدأ الذي تراكم عليها قبل أن نقنع الآخرين اننا اسوياء ولكن ما هي بعض الشواهد الدالة على ما ذكر؟
من خلال تتبع الصحافة ووسائل الإعلام والانترنت تجد أدلة على ماذكر فمسلسل طاش ما طاش تعرض لاحداث سبتمبر بصورة رمزية ووضح آثارها على الكل وهذه نقطة ايجابية تسجل لصالحه عندما جعلنا نسترجع ما حدث كذلك الحال مع مواقع الحوار على الإنترنت فإنها تشهد عواصف فكرية فمن خلالها تستعرض الأكاذيب والحقائق والحب والفشل.
ولكن ما يسر هو أنها تكثف حواراتها على الداخل مثال ذلك عندما تعرضت لأحد الصحافيين الذي يعتبر ضيفا دائما على احدى الفضائيات المشهورة والذي من أولويات جريدته هو الهجوم على المملكة ليس كنظام فقط بل كشعب ايضا.
الصيام في بلاد الغربة يتيح للفرد النظر الى الزاوية الأخرى فأداؤك صلاة التراويح في جو بارد تحت الصفر في غرفة مستأجرة تشعرك بمدى الحياة القاسية والتحدي الذي يواجهه المسلمون هناك ولكن مما يثلج الصدر هو كثرة المصلين من جميع الألوان والأعراق.
وتبدأ دموعك بالانحدار عندما تأسف على كثرة هؤلاء المغتربين وكأنهم يتامى مع ان اباءهم أحياء عندما يخطب الخطيب المصري او السوري أو الباكستاني أثناء صلاة الجمعة تشعر بأن لهجةالحقيقة والصدق والتقوى موجودة عند الجميع.
وسرني في هذه السنة تسارع خطوات الدولة نحو المستقبل فإعلانها عن قائمة بالإدارات التي تنوي تخصيصها , وعن سعودة قيادة سيارات الأجرة وغيرها يحفز الشباب والأمة على التغيير دعوة محطات الإعلام الاجنبية ومقابلاتها للمسئولين أرسلت رسالة واضحة أفضل بكثير من أي حملة دعائية كذلك الحال مع نقل وقائع المناقشات في مجلس الشورى عبر التلفزيون.
مع التفاؤل الموجود فإن الامنيات كثيرة والتي منها السماح للجامعات الاجنبية بفتح فروع لها ودعوة دول لإقامة مهرجانات ثقافية والأهم من ذلك هو أن على الأفراد ان يتيحوا المجال للرأي الآخر وأن يصبروا عليه.
نعم الصيام في بلاد الغرب يوفر وقتا لاستجلاء وامتحان الثوابت في غياب الهريسة واللقيمات والمرقوق والقرقيعان.
@@ عبد الله ابراهيم المقهوي كندا , كالجري