DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رمضان والفضائيات "2"

رمضان والفضائيات "2"

رمضان والفضائيات "2"
أخبار متعلقة
 
كنت اقول بالامس ان البعد التجاري للاعلام ومن قبله صناعة الاعلان (البائع المتجول) وبالاصح (فرقنا) كما كنا نقول في الايام الخوالي على بائعي الاقمشة والاغراض العائلية، يسيطر على صناعة المواد الاعلامية في هذا الشهر، ومع هذا ذوق ومزاح وتفضيلات المشاهد هذه مركونة على الرف ولا قيمة لها لان المعلن والممول والمنتج هم من يحددون ماهو جيد له. بمعنى ان كل ما يعرض على المشاهد ليس الا ما يعتقده هؤلاء لكونهم في السوق الاعلامية والاخير في مسائل المرغوب والمطلوب من المشاهدين.. وهذا يذكرك بالطبيب الذي يشخص حالتك وما يناسبها من دواء بصرف النظر عن ارتياحك او انزعاجك من نوعية الدواء. خذوا على سبيل المثال مسألة الكوميديا وجرعاتها المكثفة والتي اصبحت ولله الحمد مفتعلة مع مرور الايام.. كوميديا الموقف العفوي التي ظهرت كتقليد لبرامج الفيديو المنزلية التي راجت في امريكا منذ الثمانينيات الميلادية واقتبسها المحترف اسامة انور عكاشة وفرق حسب الله وتلاهم الاخوة طوني وحنا ومن ورائهم سهيل العبدول وربعنا لم يعد لديهم شغلة الا توظيف هذا الاسلوب حتى في المسلسلات اليومية القصيرة التي تعرض في فترة مابعد الافطار.. صحيح ان الجماعة تجاوزوا مسمى الكاميرا الخفية، ولكنهم لم يتجاوزوا فكرتها المكرورة.. السؤال الذي يهمنا على اية حال هو لماذا لم تنشأ لدينا صناعة اعلام محترف يلعب ورقة السوق وفي الوقت نفسه يقدم للمشاهد مادة اعلامية قريبة من ركن وهموم واقع بني آدم اليوم.. المسألة صدقوني ليست قيود رقابة ولا نضوب افكار او اندثار كتاب نصوص من الوزن الثقيل وانما مبدأ التجارة والعرض والطلب والانتاج الجماهيري الذي لا يعرف الجودة قدر ما يعرف الكم وبالكيفية التي يرسمها منتجون ومعلنون تجاريون. اليوم ومع النمو الكبير في الانتاجات الاعلامية ومن ورائها جيوش الاعلان التجاري، قد نكون بحاجة لوجود هيئات مهنية خاصة للتنوير ولتحرير الوسط الاعلامي من الاسفاف وابتذال الجمهور وفرض اولويات الاستهلاك عليه.. وفي الوقت نفسه تشييع وعي جماهيري مسؤول بين المشاهدين حيال ما ينبغي ان تكون عليه الاعمال الجماهيرية.. هيئات مثل هذه يفترض فيها ان تعمل لصالح الاعمال الاعلامية والارتقاء بها في الوقت الذي تنور فيه الجمهور تجاه صناعة الاعلام.. وقبل هذا وذاك فرض وجودها كهيئة تصنيفية يحتكم اليها القائمون عليها وهذه الانتاجات ، ويحرص على اتباع معاييرها بشكل غير رقابي بالمعنى المتعارف عليه.