في الوقت الذي انصرفت فيه المتابعات وراء عدد آخر من الفرق... واصل فريق القادسية بهدوء ممتاز حصد عدد من النقاط الثمينة ليعزز بالتدريج ثقة لاعبيه في أنفسهم في الطريق لإظهار إمكاناتهم والتعامل بشكل جيد مع روح المنافسة في أكبر مسابقة محلية لكرة القدم وصولا إلى إرضاء طموح مسئوليهم وجمهورهم المستمر صابرا على قائمة الانتظار!الفوز القدساوي على الشقيق الاتفاقي فوزا مضاعفا.. فهو في الظروف التي جاء فيها الفوز بأكثر من ثلاث نقاط! لأن اللقاء هو أول لقاء يجمع الفريقين بعد عودة فريق القادسية إلى دوري فرق الدرجة الممتازة في مسابقة الدوري! وهي المسابقة الأكبر, والأقوى, والأفضل والأهم! خاصة انها جاءت بعد تسخين حاد في مسابقة كأس الراحل الأمير فيصل بن فهد والتي حفلت بالمتابعات الإعلامية والشد والجذب, والأخذ والرد.. وهو ما جعل لقاء نهاية الأسبوع الماضي لقاء مفخخا بالكثير من الحسابات... وقد كان فيه القدساويون باتفاق المتابعين الطرف الأفضل والأحق بالفوز بنتيجته!ولكن بانتهاء تلك المواجهة المنتظرة في ذهاب الدوري مع المنافس الاتفاقي.. بات على القدساويين أن لا يغفلوا عن انتقال المسابقة إلى الأسبوع التالي من منافساتها.. ولذلك عليهم أن لا يتوقفوا عند حدود النقاط الاتفاقية وإن كانت تبدو على شاشات آلاتهم الحاسبة أكثر من ثلاث نقاط! فهناك لقاءات مقبلة لكل منها القدر نفسه من النقاط.. والنقاط هي العملة المعتمدة في سوق منافسات الدوري, وهي ما يحدد مصير الفرق حيث يحدد لها العائد الذي تستنفر إمكانياتها من أجله!تجاوز القادسية في ترتيب الفرق بعد نهاية الأسبوع الماضي لفرق الهلال(بطل الدوري) والنصر والشباب والاتفاق (بطل كأس الأمير فيصل) مؤشر جيد.. خاصة وأن الفريق بلغ ترتيبه المتقدم إثر فوزه على فرق قوية هي الهلال والشباب والاتفاق.. إلا أن ثمانية عشر أسبوعا متبقية على نهاية المسابقة في مرحلتها الأساسية.. يجب أن يذكر القدساويين أن الطريق لا يزال طويلا.. وعليهم التنبه من أن يستنزف تركيزهم وجهدهم فيما مضى وهم الذين لم يقبضوا شيئا بعد في أيديهم! فالاتفاق رغم المأزق الذي يعيشه الآن حيث هوى ولا يزال في قاع ترتيب الفرق مع اقتراب نهاية الشهر الأول من زمن الدوري.. يظل في وضع أفضل من بقية الفرق المنافسة (وليست بقية الفرق فقط) لفوزه بأولى كؤوس الموسم, وأمامه متسع من الوقت لاستعادة وضعه خاصة ان مجال الخدمة مفتوح في النهاية لبلوغ مضمار المنافسة على المراكز الأولى... وهي الخدمة المتاحة عبر فرص التأهل الذهبي! بينما أي تقدم حالي لأي فريق لا يعني أن شيئا حاسما قد تحقق له, أي أن الفريق القدساوي لم يضمن شيئا يستحق أن يغني من أجله طول الوقت! فالأفراح يجب أن تتوقف ولا تتجاوز كونها فاصلا نفسيا مؤقتا بين المباراة الجيدة والأخرى القادمة! وإلا فإن التحول إلى المسار الثاني ممكن.. واسألوا المنافس الاتفاقي نفسه.. الذي تحول إلى مائدة رمضانية للفرق الأخرى, وأمامه أياما ساخنة لا يحسد عليها.. تحتاج إلى جهد مضاعف وقد يكون مضاعفا جدا إن تأخر تحركه فيها إلى ما بعدها حين تتحول بقية مبارياته إلى مباريات كؤوس تشحن الأعصاب! حيث الخروج من المنافسة مع أقرب هزيمة!لذلك فإن من حق الجمهور القدساوي أن يقلق من الاحتمالات مع سرعة التحول.. خاصة ان فريقه في أذهان الكثيرين محسوب من الفرق غير المأمونة النهاية لعدة اعتبارات منها قصر النفس, وقوة المنافسين.. الأمر الذي يجعل بعد الإفطار على الهلال, ثم الشباب, ثم الاتفاق... ومن الطبيعي أن يتساءل أحدهم مع كل نتيجة فوز قدساوية: هل هذا الفوز فطور آخر يبشر بمزيد من الأطباق المنوعة, أم سحور يعقبه الإمساك.. ليقال.. (وعلى القدساويين الصيام)؟!
(بعض الصائمين إذا "طبعوا")!
لا أريد أن أحلف.. ولكن الأخ الذي دفعت له مقالة هذه الزاوية لطباعتها الأسبوع الماضي.. مؤكد كان على وشك الانصراف من الجريدة لتناول طعام الإفطار بعد نهاية يوم عمل شاق! فقد ساعدني بأنامل سحرية في تحرير الزاوية.. لذلك ظهرت بشكل آخر لم يحدث مع أي زاوية سابقة رغم ما نال الكثير من تلك الزوايا من النصيب.. فقد عمرت بكلمات كتبت سهوا.. كلمات لم أكتبها ولا أعرفها ولا أدري أين موقعها من الجملة أو كيف يفترض بي كقارئ أن اقرأها! وكلمات أعطيت إجازة رمضانية من الزاوية .. حتى صرت أتصيد المعاني كما يتصيد الظباء صياد مغوار من قبيلة الشيخ فؤاد! ولا أريد بهذا أن أعاتب الزميل بسبب طباعة زاوية جعلها تظهر بشكل أقرب إلى فوازير رمضان.. ولكن أريد أن اعتذر نيابة عنه وعني للقراء.. فعلى ما يبدو أنها قد وصلت إليه مع العد التنازلي لموعد أذان المغرب حسب التوقيت المحلي! ومن المؤكد أنه لا يدري ما تسببت أشكال السمبوسة واللقيمات ودوي الملاعق وأطباق الحلا والشوربة في ذهنه من تشويش لقدرات القارئ في فترات الصيام التي بالكاد تشتغل بنصف طاقتها المعتادة! فكيف مع زاوية قضمت قضما, ونسفت نسفا, وظهرت في بعض معانيها كقاع صفصفا؟! مبارك عليكم الشهر!