ما ان انتهى الامام من صلاته حتى قام ذلك الشاب الصحيح الجسم يحاول ان يبدي على وجهه علامات الحزن والأسى وقال (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايها الوجوه الطيبة ان السؤال مذلة ووالله ماوقفت امامكم الا بعد ان ضاقت بي الدنيا ولم اجد بعد الله الا انتم.. اخواني احمدوا الله على ما انعم عليكم من صحة فانا يا اخواني اصبت بمرض خطير في الاعصاب وقد عولجت في المستشفى وخسرت كل ما املك في العلاج ولكن الشافي هو الله اخواني انا الان لا استطيع ان اعمل وعندي اسرة واطفال لا استطيع ان انفق عليهم وعلينا ايجار متأخر وصاحب البيت يهددنا بالطرد اذا لم نسدد ووالله لا املك الايجار ولجأت بعد الله لهذه الوجوه الطيبة ارجو منكم ان تساعدوني بما تجود به انفسكم وجزاكم الله خيرا) وبعد ان انهى خطبته العصماء ذهب وجلس عند الباب بانتظار ما يجود به المصلون وكان من بين المصلين شاب اخر في مقتبل العمر تغرب الاف الاميال عن بلده وترك اسرة واطفالا قد لا يجدون ما يأكلون وجاء ليعمل ويكدح بمبلغ لا يتجاوز الستمائة ريال ترك اهله وبلده الهند ليعيش بهذا المرتب ويجمع منه وينفق على اهله في بلده وشاهد هذا الشاب كغيره من المصلين خطبة الشاب الاول ولم يفهم مايقول ولكنه تأثر بالمنظر فقام ووضع خمسة ريالات في يد الشاب الاول وخرج لعمله منظر يتكرر ويبعث على الحزن ان يأخذ هذا الطفيلي المتقاعس من رزق الكادين العاملين وذلك بتحريك نفوسهم الطيبة واللعب على عواطفهم الدينية فهل هذه ظاهرة حضارية؟ وهل هي ظاهرة مقبولة؟ ان هذه القصة تمثل نقطة في بحر من القصص والاحداث حول اساليب المتسولين واذا اردنا تأليف كتاب حول ذلك فما علينا الا فتح حديث حول التسول في احد المجالس لتسمع العجب العجاب لقد انتشرت الظاهرة لدرجة انك تجد المتسولون عند اشارات المرور ومداخل المجمعات والبقالات ومحطات الوقود حتى انهم يطرقون البيوت انها ظاهرة مزعجة وغير حضارية ولا تعكس رقي مجتمعنا لقد نشرت هذه الجريدة قبل ايام احصائية تشير الى القبض على 20 الف متسول خلال عام واحد نصفهم نساء كما اشار الخبر الى ان من بينهم حوالي 1800 طالب بين سعوديين واجانب والحقيقة ان هذا الرقم هو لمن قبض عليهم فقط اما الذين لم يقبض عليهم فهم اضعاف هذا العدد والاخبار التي تنشر عن بعض من قبض عليهم تشير الى انهم يجمعون ثروات كبيرة وانهم غير محتاجين ولكنهم يدمنون التسول ويمتهنونه.
ان الحاجة موجودة وهناك من الفقراء والمحتاجين من يضطرون للطلب او ممن تحسبهم اغنياء من التعفف والتعاون والتكاتف امر مطلوب ومحمود والعمل الخيري يجب تشجيعه ولكن يجب ان يتم هذا من خلال الجمعيات الخيرية التي تقوم بجهود كبيرة لخدمة المحتاجين ولديهم الآليات المناسبة للتحقق من الحاجة ونوع المساعدة المطلوبة كما انهم طوروا طرق للدفع للمحتاجين ترفع عنهم حرج المراجعة مثل الدفع عن طريق الصراف الالي لذا يجب بذل جهود كبيرة لمحاربة هذا الظاهرة وتشجيع المحتاجين لمراجعة الجمعيات الخيرية واذا كنا نسعى الى رقي مجتمعنا فعلينا محاربة المتسولين بعدة طرق اولا تكثيف انشطة مكافحة التسول ودعمهم وتطوير آليات عملهم ثانيا تشديد العقوبة على المتسولين وعدم التساهل معهم ثالثا تكليف الشرطة بمراقبة المتسولين بحكم تواجدهم المكثف لمراقبة الامن والقبض عليهم رابعا القيام بحملة توعية للمواطنين والمقيمين بضرورة تقديم تبرعاتهم للجهات الخيرية وعدم تشجيع ظاهرة التسول واؤكد على اهمية التوعية بمقاطعة المتسولين فلو توقف الناس عن اعطائهم الاموال لانقطعوا عن ممارستهم التسول والله الموفق.