أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش في براغ حيث يشارك في مؤتمر قمة لدول حلف شمال الاطلسي أمس انه سيشاور حلفاء الولايات المتحدة قبل اي عملية عسكرية لنزع اسلحة العراق معتبرا ان كل دولة ستقرر عندها ما اذا كانت تريد المشاركة او لا.ووصل كبير مفتشي الامم المتحدة هانس بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى لارناكا بجنوب قبرص صباح أمس الاربعاء اثر مهمة استمرت يومين في بغداد وصفاها بانها كانت بناءة واستهدفت التحضير لاستئناف عمليات التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل فى العراق لاول مرة منذ اربع سنوات. واكد بليكس رئيس لجنة الامم المتحدة للمراقبة والرصد والتفتيش (انموفيك) للصحفيين فى مطار لارناكا ان اجواء المحادثات مع المسؤولين العراقيين كانت بناءة وجدية وعلى قدر كبير من المهنية. وجدد التأكيد ان السلطات العراقية تعهدت التعاون بشكل كامل مع مفتشي الاسلحة وتطبيق القرار1441 الذي اعتمده مجلس الامن بالاجماع في الثامن من نوفمبر. واعرب عن امله ان يبدأ قريبا جدا وصول المفتشين ليباشروا عملهم. وردا على سؤال حول ما اذا كان يتوقع احترام العراق لمهلة الثامن من ديسمبر المنصوص عليها في القرار1441 لتقديم تقرير كامل حول الاسلحة المحظورة التي يملكها قال بليكس لا اريد ان احكم مسبقا لكن يجب ان يكون هناك تقرير مفصل وشامل واعتقد انهم سيقدمون هذا التقرير. واضاف ان مجلس الامن الدولي والعالم باسره يريد التأكد من ان العراق لم يعد يملك اسلحة دمار شامل مضيفا علينا الحصول على هذه الضمانات. وبشأن زيارة القصور الرئاسية قال بليكس لا عائق امام زيارة كل المواقع التي يريد المفتشون زيارتها كما ورد في القرار 1441 والعراقيون موافقون على ذلك. وقال البرادعي من جهته اكدنا للمسؤولين العراقيين اهمية ان يكون التقرير حول برامج الاسلحة كاملا ودقيقا وان يشمل كل القطاعات النووية والمدنية ايضا. واضاف شددنا لدى المسؤولين العراقيين على انه من مصلحتهم ان تجرى عمليات التفتيش بشكل جيد وان تكون معمقة. وقال البرادعي اكدوا لنا ان التقرير سيشمل كل النشاطات وانهم سيبذلون قصارى جهدهم لهذا الغرض معربا عن امله ان تقترن الاقوال بالافعال". وقال ان السابع والعشرين من نوفمبر الجارى وهو موعد بدء عمليات التفتيش سيكون الاختبار الحقيقى للعراقيين. واوضح بليكس ايضا ان خطا ساخنا سيقام بين بغداد ونيويورك ( مقر الامم المتحدة) وفيينا (مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية) ولارناكا القاعدة الخلفية للمفتيشين الدوليين عن اسلحة العراق. وقال انه سيتم فتح مكتب للمفتشين في الموصل (شمال العراق) اضافة الى مكاتبهم فى العاصمة العراقية. وقد ترك بليكس والبرادعي في بغداد خبراء مكلفين للتحضير لبدء عمليات التفتيش الفعلية في 27 نوفمبر وتوجها الى لارناكا في طائرة نقل عسكرية تابعة للامم المتحدة يرافقهما عشرة مفتشين. وكان البرادعي قد صرح للصحافيين مساء الثلاثاء في بغداد ان كل المسؤولين العراقيين تعهدوا ان يؤمنوا لنا تعاونا كاملا وشفافية كاملة. وقال بليكس من جهته ان المحادثات مع المسؤولين العراقيين تطرقت الى عدد كبير من المسائل العملية وتوصلنا الى اتفاق. واعتبر ان التأكيدات الصادرة عن المسؤولين العراقيين بانه ليست لديهم اسلحة محظورة يجب ان يتم اثباتها بطريقة مقنعة بالوثائق والبراهين كما ان وعودهم بالتعاون تحتاج الى اختبار عملي. وكان بليكس والبرادعي قد التقيا مساء الثلاثاء وزير الخارجية العراقي ناجي صبري في ما وصف بانه لقاء مجاملة.
وقالت الخارجية العراقية في بيان ان صبري اكد للمسؤولين الدوليين استعداد العراق لتسهيل عمل الخبراء والمفتشين بما يتيح كشف المزاعم الاميركية بامتلاك اسلحة دمار شامل والتوصل الى رفع الحظر الدولي المفروض على بغداد منذ غزوه الكويت سنة 1990. وقد اجرى بليكس والبرادعى بعد ذلك جولة ثانية من المحادثات التقنية الموسعة مع المسؤولين العراقيين انفسهم الذين التقوا بهم في جولة اولى من المحادثات مساء الاثنين. وفي ختام هذه المحادثات، اكد الفريق عامر السعدى مستشار الرئيس العراقي صدام حسين ان العراق سيسلم تقريرا عن برامج اسلحته في المهلة التي تنتهي في الثامن من ديسمبر المقبل حسب ما هو وارد في القرار 1441. واكد انه سيتم تسليم تقرير وملفات الاسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية والصواريخ في مهلة الثلاثين يوما الواردة في القرار 1441 الذي اصدره مجلس الامن في الثامن من نوفمبر. وقال ان العراق لا يملك برامج تسلح جديدة.
واضاف سنقول ذلك بكل امانة وسنعرض مجددا برامجنا القديمة مع توضيحات. وبالتوازي مع ذلك واصلت الولايات المتحدة ضغوطها على العراق واكد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان عددا متزايدا من الدول مستعد لتقديم مساعدة متنوعة للجهود الاميركية في حرب محتملة في العراق ولمرحلة ما بعد صدام حسين.
وفي واشنطن اتهم نائب الرئيس الاميركي السابق آل جور ادارة الرئيس جورج بوش بتحويل اهتمامها عن مكافحة الارهاب واعتبر انها ترتكب خطأ بتركيزها على الحرب في العراق. وقال جور في حديث مع محطة "سي.ان.ان" التلفزيونية ان الادارة الامريكية لم تعد تركز على مكافحة الارهاب وهذا خطأ كبير.
وأضاف انا اعطي الاولوية للانتصار على الارهاب وليس لتشتيت مواردنا بعيدا عن هذا الهدف.