اطلعت على ترجمة قامت بها وكالة الانباء الكويتية لمقال نشر في صحيفة "الغارديان" بتاريخ (29/10/2002) عنونه كاتبه جوليان بورغر (واشنطن ) ب+ (فضائح برامج التسلح الاميركي) وتصب افكار واستشهادات الكاتب في مصب واضح يؤكد اختراق مراكز البحوث العسكرية الاميركية لاتفاقية حظر وتصنيع الاسلحة البيولوجية المبرمة عام 1972 م علاوة على مضي المختبرات العلمية الكيمياوية الاميركية في طريق انتاج قنابل بيولوجية عنقودية واسلحة حاوية للجمرة الخبيثة (الانثراكس) الى غير ذلك من غازات الهلوسة والهذيان. ويبدي الكاتب استغرابه الشديد من سلوك الولايات المتحدة الاميركية الجانح سرا الى اطلاق يد البحث في تلك الاسلحة المحرمة دوليا في حين تفرض الولايات المتحدة عقوبات صارمة على دول العالم الثالث والدول الشرق اوسطية المطورة لاسلحة الدمار الشامل وقد فهمت من ظلال كلمات كاتب المقال استفهاما مفادة : (كيف تنادي الولايات المتحدة الاميركية بالالتزام بالمعاهدات الدولية الرامية الى التخلص من الاسلحة المحرمة دوليا ثم تقوم خفية بتطويرها ?! ) , قد لا اشاطر كاتب هذا المقال اندفاعه نحو تجريم نهج الولايات المتحدة لا لأني ارى مشروعية تدفع الاميركيين الى ذلك ولكن لأن ما اكده الكاتب عن تلك الحقائق هو اقل من المتصور او ما توقعته مصادر الاستخبارات الشرقية والغربية انه يغيب عن ذهن كثير من المحللين والمشتغلين بالقضايا الفكرية حقيقة جوهرية هي: ان للقوة منطقا يتيح لمالكها ما لا يتاح لسواه , فهل سيوقف التدليل على ضلوع الاميركيين في انتهاك معاهدات الحد من الاسلحة ذات التأثير الشامل نشاط مؤسسات البحث الاميركية? بالطبع لن تعبأ تلك المؤسسات بما يثار هنا وهناك لأن الدولة الراعية لها دولة قادرة على انزال العقوبة سياسيا وعسكريا واقتصاديا بالدول المتحدية لها في حين انها في منأى عن تلقي العقوبة المضرة بمصالحها الا في نطاقات ضيقة يمكن معالجتها . إن منطق القوة لا يواجهه الا منطق يماثله , ولذلك ليس للضعيف الا ان يحتج ويندد ويصرخ كما هو الحال في عالمنا العربي.
السياسه الكويتيه
