DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لي خاطرة

لي خاطرة

لي خاطرة
أخبار متعلقة
 
من المعروف ان التعليم يعتبر من اكثر انشطة الانسان محافظة ورفضا للتغيير والتجديد لان التعليم هو تراكم للمعارف التي يتوارثها الابناء عن الآباء والاجداد، الا انه ومع تسارع نمط حياة الانسان بشكل مذهل في شتى مناحي الحياة فقد بدأت رياح التغيير تهب على التعليم ايضا ولو لم تكن بالسرعة التي تأثرت بها بعض النواحي الأخرى فالجمود أمر غير مقبول ولا يتفق وطبيعة الكون المتغير والمتجدد دائما وذلك لحكمة ارادها الله لتسيير اموره. اذا كان الامر كذلك فان في اعتقادنا ان نظام تعليمنا في المستقبل سيسهم ببعض الملامح التي نذكر منها مايلي: اولا: سيشهد التعليم اعادة النظر في الأسلوب والمحتوى لبرامج كل مرحلة دراسية بما يحقق تعميق روح المواطنة والانتماء والولاء لهذا الوطن واسلوب حياته الاجتماعية والثقافية. ثانيا: سيهتم التعليم في المستقبل ببرامج التعليم الذاتي والتعليم مدى الحياة والتعليم عن بعد وسيعتمد اساسا على مبادئ هامة في مجال التربية والتعليم وهي: التعلم لتكون ـ التعلم من اجل العمل ـ التعلم من اجل المعرفة ـ والتعلم من اجل التعايش مع الآخرين. ثالثا: مع تطور وسائل الاتصال واهمية تبادل المعلومات فان تعليمنا في المستقبل لا محالة سيكون معتمدا اساسا على تحقيق قضيتين هامتين هما (الابداع ـ والمعلوماتية) لانهما القاعدتان الهامتان لبناء مجتمع راق متقدم قادرعلى شق طريق تنميته اجتماعيا واقتصاديا وصناعيا وسيتمكن ايضا من خلال هذين المسارين من الدخول الى نادي الاقوياء بإذن الله. رابعا: سيشهد التعليم في هذه البلاد مستقبلا تقلصا لدور الدولة وتناميا لدور القطاع الخاص في تقديم الخدمات التعليمية ولو ان على الدولة أهمية الاستمرار بالاخذ على عاتقها بعضا من مراحل التعليم الاساسي كالمرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ويأتي هذا التوجه للخصخصة ودخول القطاع الخاص في مجال التعليم نتيجة لشعور القطاع الخاص بمسئوليته الاجتماعية بشكل أكبر. خامسا: الاهتمام بشكل واضح بالطالب والمعلم وذلك من خلال ادخال برامج جديدة من شأنها مساعدة الطالب على الابداع والابتكار وشحذ قدراته وامكاناته الى اقصى حد ممكن، وفي المقابل ايضا فان برامج اعداد المعلمين ستشهد هي الاخرى تطورا فيما يحقق قدرة الاستاذ على العطاء والنمو وتقبل الرأي الآخر والتسامح والبعد عن اسلوب التلقين والتركيز على تعليم الطلاب كيفية التفكير وحل المشكلات. سادسا: مدرسة المستقبل في هذه البلاد ستكون منبرا مفتوحا لتحقيق بيئة تعليمية معتمدة على شبكات المعرفة وسيكون دور المدرس في المدرسة بمثابة دور توجيهي وتقويمي، اما الطالب فسيكون هو المحور الاساسي في العملية التعليمية ولذلك فلابد من توفير المتطلبات المدرسية والجامعية التي تتماشى مع هذا التوجه المستقبلي للعملية التعليمية. سابعا: تعليمنا في المستقبل سيشهد تقلصا في الازدواجية والثنائية، فلا مدارس ثانوية عامة وثانوية صناعية بل ستكون مناهج المدارس شاملة لفروع معرفية اكثر، فالطالب في المدرسة المتوسطة او الثانوية ستتوافر لديه معرفة في فروع شتى من العلوم الطبيعية والعلوم التقنية والعلوم المحاسبية والادارية وقد يشهد كذلك نظام التعليم تقلصا للعديد من الادارات ذات طابع الازدواجية في الوقت الحاضر. ثامنا: سيوفر التعليم المستقبلي لأبناء هذا الوطن الحد الادنى من التعليم الاساسي بدءا بمرحلة رياض الاطفال وانتهاء بالمرحلة الثانوية. تاسعا: سيكون التركيز في المستقبل على البرامج ذات الطابع العلمي والتقني سواء في المراحل المتقدمة من التعليم الاساسي او التعليم ما فوق الثانوي والجامعي. لعل بهذا السيناريو حول تعليمنا في المستقبل مفتاحا لآفاق جديدة لابناء هذا الوطن العزيز لدخول العقود القادمة بكفاءة أعلى واستعداد أفضل لمواجهة تحديات المستقبل. والله ولي التوفيق.. * جامعة الملك فهد للبترول والمعادن