نهار جديد

==1==رأيت الناس قــــــد ذهبوا==0== ==0==إلى مـــــــــن عنده ذهب ومن لاعــــــــــــنده ذهب==0== ==0==فعنه الناس قـــــــد ذهبوا==2== ابيات طالما رددناها صغارا وكبارا وان لم نكن نعي مغزاها واهدافها حتى صقلتنا التجارب ودخلنا معترك الحياة الحقيقية (حياة الكبار) التي اظهرت لنا جليا معنى التصنع والتزلف والنفاق الاجتماعي الذي يسميه البعض (مجاملة) وهو الكذب بعينه. نعم... لقد كان عالم الصغار في الماضي عالما بريئا نقيا بمعنى الكلمة حيث كنا نشعر بالحب والود لمن يحسن الينا في حين ننفر ممن يسيء وان كان هذا المقياس ظل عاملا مشتركا بين الصغار قديما وحديثا الا ان طفل اليوم صار يدرك ان (فلان) من الناس يعطي لان لديه ما يعطيه بسخاء حيث يظهر ذلك جليا في نوع السيارة التي يركبها او في مظهره وهندامه اوحتى في الحقيبة التي يحملها او الحذاء الذي يلبسه. نعم فالاطفال في سن الطفولة المبكرة اصبح لديهم وعي قد لا يكون كاملا بقدر ما هو معرفة بالفوارق الاجتماعية بين الناس وان كانت بعض الامهات قد تزرع في ابنائها ذلك بقصد او بدون قصد حين تختار لطفليها مدرسة معينة لمجرد ان ابناء (فلان) من الناس يدرسون فيها فهذا دليل على تميزها عن غيرها من المدارس ويكفي ان يصبح لابنها صديق من الممكن اللجوء اليه (بعد الله طبعا) في حل اي معضلة او اشكالية تتعرض لها العائلة بنفوذه وواسطته. اصبحنا للاسف نقحم اطفالنا في ظاهرة التزلف الاجتماعي الخطيرة جدا دون ترك مساحة من الحرية للطفل كي يختار من يريد مرافقته ممن يتوافق معه في الطباع والعادات حتى لا يشعر ذات يوم بالدونية واحتقار النفس بعد ان يكتشف انه كان مجرد وسيلة للحصول على اطماع شخصية لوالديه ان لم يستمرئ هذا الوضع ويصبح ديدنه في حياته كلها للحصول على مبتغاه بأقصر الطرق واسهلها.