تواجه مدن المملكة والمناطق الزراعية القريبة من صحارى زحف رمال مستمر مما يشكل ذلك خطرا كبيرا يهدد الاقتصاد الزراعي ويعيق حركة النقل الجوي والمواصلات البرية وذلك حال عدم تحرك الجهات المعنية لوضع استراتيجية شاملة للتحكم بالمخاطر الناتجة عن حركة الكثبان الرملية.
واكد عادل بن محمد قستي اختصاصي حماية البيئة بالرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة ان نقل الرمال بواسطة الرياح تعتبر من اهم المشاكل البيئية التي تعاني منها المدن السعودية والمناطق الزراعية القريبة من الصحارى حيث يمكن لهذا الرمال ان تغطي الطرق الزراعية والشوارع المسفلتة خلال ايام معدودة.
واوضح قستي ان كثيرا من المدن الصحراوية في السعودية تصرف عليها مبالغ مالية لتنظيف الشوارع من الرمال التي تزحف عليها من جراء الرياح الحاملة للرمال منوها الى ان التجارب اوضحت بانه بامكان هذه الرمال ان تتراكم على الشوارع والطرقات والميادين العامة والحدائق والمزارع وتحويلها الى صحراء رملية.
واشار قستي في ورقته العلمية التي سيقدمها خلال ندوة (ظاهرة زحف الرمال على السكك الحديدية بالسعودية) والتي تنظمها المؤسسة العامة للخطوط الحديدية خلال اربعة اشهر القادمة أن عمليات التعرية ونقل وترسيب الرمال تشكل خطرا واضحا على المناطق الصحراوية نظرا لان ازالة الحبيبات الرملية باحجامها المختلفة تؤدي الى ازالة التربة او ازالة الطبقات السفلى التي تحمل التربة مما يؤدي الى حصول هبوب للرياح في بعض الاماكن كما تؤدي الحبيبات من الرمال الى تآكل وتعرية الغطاء النباتي اما الحبيبات الصغيرة الحجم من الرمال الغبار فهي تقلل من الرؤية وهذا من شأنه ان يؤثر وبطريقة مباشرة على الحركة الجوية والمواصلات بالاضافة لى التأثيرات الصحية. ودعا قستي الى ضرورة وضع استراتيجية للتحكم بالمخاطر الناتجة عن هذه الرمال وذلك عن طريق دراستها قبل البدء بتنفيذ اي خطوات عملية لانشاء مرافق حيوية.
ويذكر ان الندوة تعتبر الاولى من نوعها وستشهد طرح العديد من الاوراق العلمية المتخصصة في هذا المجال من قبل باحثين وعلماء ومتخصصين من داخل السعودية وخارجها ويتوقع ان تخرج بتوصيات عملية تسهم في التصدي لظاهرة زحف الرمال.