سعادة رئيس التحرير
مطلوب موظفين حاصلين على شهادة البكالوريوس في ادارة الاعمال وخبرة لا تقل عن 3 سنوات بالاضافة الى اتقان العمل على الحاسب الآلي واجادة التحدث باللغة الانجليزية كثيرا ما نرى هذه الاعلانات على صفحات الجرائد اليومية او المجلات الدورية ولكن الا يتأمل من يضع هذا الاعلان الى ظروف واوضاع هذه الايام حيث نرى ان الوظيفة تأتي بعد جهد جهيد وبعدما يسافر الشباب ـ العمل يكون خارج محل سكنه ـ للبحث عن هذا العمل الذي ربما لا يلبي طموحه. الكل يرى ويسمع ماذا يحدث للعالم اليوم من غلاء في الاسعار وربما يتفق معي البعض بان سوق العمل تقريبا فيه ندرة من الوظائف المناسبة لخريجي الجامعات. حيث ان الطالب الجامعي يعمل بشهادة اقل من الشهادة الجامعية التي حصل عليها لانه مضطر لذلك ولكن ما العمل؟
ان الطالب الجامعي يكون سعيدا ومسرورا اذا انتسب لجامعة معينة ولكنه ما ان يتدرج في السنوات حتى يبدأ الخوف يدب في نفسه حيث ان الوظيفة غير مضمونة وخاصة اذا كانت المؤسسات والشركات التي تطرح الوظائف في سوق العمل تشترط عدة شروط نستطيع القول عنها انها شروط تعجيزية وفي الوقت نفسه تلعب الواسطة والمحسوبية دورها الفعال في الاختيار والتعيين.
فمثلا.. قد يوظف مسؤول في شركة ما احد اقربائه وهو غير مؤهل, وقد يرفض متقدما آخر مؤهلا اهلية تامة. ومن الشروط التعجيزية للوظيفة شهادة الخبرة التي تطلب من المتقدم لهذه الوظيفة. هنا يطرح سؤال هام هو من اين يأتي الخريج بهذه الشهادة التي تتضمن سنوات خبرته الثلاث او الخمس؟ الجواب انه لا يستطيع الاتيان بها. ولكن قد يعتقد البعض وانا منهم ان هناك حلا وقد فكر فيه وهو اقامة عدة دورات تدريبية كل في مجال تخصصه مع مراعاة ان هذه الشهادة التي تتضمن الخبرة التي اكتسبها معتمدة من جهة مسؤولة ومثال ذلك الشهادات المعتمدة من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وغيرها. من هنا يجب على الشركات والمؤسسات العامة والخاصة ان تراعي الخريج بتقليل الشروط الواجبة للقبول في عمل معين.
اعطيكم مثالا على الشروط التعجيزية للقبول في الوظيفة. كنت قد قابلت مجموعة من الزملاء المتقدمين لبرنامج تطوير الكفاءات في شركة معينة وقد اختبروا اختبار القبول في هذه الشركة وهم غير مرتاحين لتقديمهم وسألتهم عن السبب فقالوا قد قسم اختبار القبول لثلاثة اقسام هي اختبار السرعة واللغة الانجليزية والرياضيات هل تصدقون أن اختيار السرعة يتكون من 60 سؤالا يجب حلها في زمن وقدره 6 دقائق؟ في تقديري الشخصي ان المتقدم حتى لو كان عبقريا لن يستطيع حل هذا الكم الكبير من الاسئلة في هذا الوقت القصير. فمن هنا اوجه نداء الى جميع الشركات العامة والخاصة للأخذ في الاعتبار ظروف جميع الطلاب المتخرجين بتسهيل الشروط لكي يحقق الطالب ما يصبو إليه من وجود الوظيفة المناسبة لمؤهله العلمي بإذنه تعالى.
حسين علي الممتن