تحدثنا في الاسبوع الماضي عن اربع ازمات قيادية تعاني منها الامة بعامة والمنظمات والشركات بخاصة. وحتى لا نتهم باننا من الذين يدعون للتشاؤم فاننا سنتحدث اليوم عما نراه من بواعث للفرج تلوح في سماء الامة وافق العمل الاداري. وسنقسم بواعث الفرج هذه الى قسم يتحدث عن المستوى الفردي واخر يتحدث عن المستوى الجماعي.
على المستوى الفردي:
1 ـ شعور المريض بالمرض: اي شعور المريض بالسلبية وعدم الفعالية وعدم رضاه عن هذا الشعور وسعيه لتغييره وتحويل هذا الشعور الى برنامج عملي يسعى من خلاله لاداء قضية من القضايا. وهذه اول خطوات العلاج، اي الاعتراف بوجود المرض والحاجة للعلاج. والمصيبة حين يخيل للمريض انه سليم معافى لا يشكو من شيء، عندها يرفض الدواء ونصح الاطباء ويصر على ماهو عليه.
2 ـ الاتجاه نحو صياغة الحياة: التوجه نحو صياغة الحياة صياغة اسلامية بكافة مجالاتها، فالاب يصوغ بيته صياغة اسلامية، والمدير يصوغ مدرسته والموظف في دائرته، لقد اصبح هناك هم كبير في محاولة صياغة الحياة، وهو هم مقلق ينم عن مستقبل مشرق.
3 ـ التخصص: لقد اصبح هناك فهم صحيح لضرورة التخصص، بعد ان كان الكل يدعي الفهم في كل شيء. وتنامى لدى الامة شعور جاد بقيمة العلم والتحصيل والتدريب. ولدينا الان عدد متزايد من الشباب يتخصصون بأمور كثيرة ورائعة وكل منهم يعمل بجد ليسد بذلك ثغرة من ثغرات المعرفة والقيادة في الامة.
على المستوى الجماعي:
1 ـ احياء دور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهي شعيرة حسبناها ماتت، فما عاد الانسان المستقيم انسانا سلبيا يتردد على المسجد للصلاة فقط، بل اصبح يتحسس بداخله مشاعر عظيمة يطمح في ايصالها للناس كافة، واصبحت مؤسسات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تنوع اساليبها وتطور طرقها، مما احيا هذا الدور وضخ به دماء جديدة.
2 ـ التعايش مع طبقات المجتمع: ما عادت قضية القيادة حكرا على فئة معينة مثل الدعاة طلبة العلم، بل ان الجيل الجديد حريص على الاحتكاك بعامة الشعب وخدمته والتعايش مع قضايا الناس وتلمس المشاكل التي تواجههم ومحاولة حلها، اما عن طريق طرح منتج او خدمة جديدة، او عن طريق تحسين اداء المنظمة لتخفيف الضغط عن الموظفين والمراجعين. بهذه العاطفة القيادية التي نتجت عن التواد والرحمة (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم) نستطيع التواصل مع الناس والتأثير في سلوكهم.