كما يحدث في البر يحدث في البحر فجيوب المقاومة الفلسطينية منتشرة في كل مكان.. وذراعها طويلة رغم عمليات شارون القمعية التي يظن أنه بها سوف يصفي المقاومة ويضرب رجالاتها في مقتل، فرغم تلك العمليات القمعية التي يشنها شارون بعد كل عملية استبسالية فدائية فذلك لم يمنع شابين فدائيين من الاقدام على عمل جريء يوم أمس الأول حينما اصطدم قاربهما المفخخ بزورق حربي اسرائيلي قبالة مستوطنة (دوجيت) فجرح من جرح وأصيب من أصيب من الاسرائيليين، وكعادة شارون فإنه استنفر جنده وشدد قبضته وأقدم على محاصرة سواحل غزة، وعلى طريقة الاستنفار وردود الفعل التي تمارسها اسرائيل فإنها أقدمت على ارتكاب خطأ جديد ضمن سلسلة أخطائها المتكررة بقتلها أحد موظفي الاغاثة البريطانيين في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة برصاصتين استقرتا في بطنه من نوع (دمدم) المتفجر المحرم دوليا والذي لا يستخدمه عادة الا الجيش الاسرائيلي وهو يتصدى للعزل من أبناء فلسطين، وازاء عمليات القمع الاسرائيلية فإن حقيقة افلاس شارون السياسي تبدو واضحة وجلية في أعقاب ردود فعله الطائشة على مختلف العمليات الفدائية الفلسطينية، ومازال شارون يراهن على تصفية قضية الشعب الفلسطيني وايقاف الانتفاضة، وهو رهان خاسر على اثره بدأت شعبيته في التراجع، فمسألة التصفية التي رفع شعارها بعد أن تربع على كرسي الوزارة وأنه سوف يوقف الانتفاضة خلال شهور ثلاثة من تاريخ استلامه السلطة هي وعود ذهبت أدراج الرياح، فالانتفاضة باقية ما بقي الاحتلال، ويعلمنا التاريخ دائما أن الحق لا يضيع مادام وراءه مطالب مهما طال الأمد، وهذه حقيقة تترجمها استمرارية الانتفاضة الفلسطينية الباسلة المدعومة بنصوص الشرعية الدولية والمبادرات السلمية والقرارات الأممية ذات الصلة.