ليس صعباً أن يصل أي كان إلى مبتغاه ويحقق طموحه أو شيئاً منه. سواء في مجال التشكيل أو الموسيقى أو المسرح أو الأدب، أو غيرها. هذا لا يمكن تحقيقه إلا بالجدية والمثابرة والتواصل مع ثقافة تخصه، وثقافة عامة لابد له من التعرف عليها والتحصن بها. في الساحة التشكيلية المحلية تظهر أسماء وتختفي هذا الظهور أو الأختفاء مصدره أما عدم قدرة هذا الممارس أو تلك على المواصلة أو الإمكانيات محدودة أو ضعيفة، أو أنه ممن يطمحون إلى تحقيق مآرب ما ليس لديهم أحياناً التحمل والصبر لتحقيقها أو أنها تتحقق فينتهي كل شيء هناك هدف غير سام أحياناً، والنتيجة قد لا تكون بالإيجاب الفن له طريق صعب يحتاج للمثابرة والجدية، بجانب الموهبة والرغبة. ظهر في الساحة التشكيلية بالمملكة خلال الفترات الأخيرة العديد من الأسماء بما تبذله من جهة نحو تثقيف نفسها وتنمية وتطوير ممارستها الفنية، وحرصها على التواصل مع الفنانين والساحة عموماً، من بين أولئك الفنان الشاب صديق واصل الذي نشط منذ أعوام في الاتصال والحرص على التواجد والمشاركة في العروض تعزز ذلك موهبته واختلافه أيضاً وهو الذي اختار خامة صعبة وصنفها لصالح أعمال فنية متميزة استحقت عن جدارة بعض الجوائز المتقدمة. تنوعت مشاركات صديق واصل بين أرجاء البلاد وهو ابن مكة المكرمة الطموح الذي لم يزل نشطاً متصلاً بساحته وبفنانيها. في المنطقة الشرقية لم تزل وسائل إعانة الفنان التشكيلي محدودة، بالمقابل فإن الجهد الذي يمكن بذله لابد أن يكون مضاعفاً، لفت نظري خلال الفترة الأخيرة من جيل شاب اسمين هما: علي الدقاش وتغريد البقشي وهما من الإحساء. حرص الدقاش على الاتصال بالساحة المحلية من خلال تواجده في بعض المعارض في جدة والدمام والخبر والرياض، وغيرها. ارتبط لفترة بالفنان السوداني حسين جمعان الذي عمل كمحاضر في جامعة الملك فيصل بالأحساء واستفاد من بعض خبراته. إنتاج الدقاش غزير، ويمكن إقتناء لوحته بسعر بسيط لذا كانت محط اهتمام بعض من اقتنوا أعمالاً فنية لبعض المنشآت والمباني. أما تغريد البقشي فحرصها على الاستزادة دفعها لحضور دورات يومية في القطيف. تأتي إليها كل يوم من الأحساء والمسافة بين المدينتين أكثر من 300 كيلو متر ذهاباً وإياباً، كما كانت تحرص على الاستفادة ممن هم أكثر منها خبرة وتجربة, وحضرت ورشة فنية في سوريا لأسابيع نظمتها بشكل خاص إحدى المختصات في مجال الفن التشكيلي ، هذا خلاف حضورها في المعارض المتاحة لأمثالها سواء على مستوى المنطقة الشرقية أو المملكة، وهذا ما يعجل في ظهور أعمال متميزة لها من خلال تنامى تجربتها ومستواها الفني الذي يجد دعماً كبيراً من شريك حياتها- زوجها- طالب البقشي الذي يتقاسم معها حب الفن. أسماء أخرى نجدها هنا وهناك تتحرك وتنشط من أجل الفن، ومن أجل أن يكون لها أثر أو بصمة يمكن أن تتحقق بتواصل المثابرة والجدية، والإخلاص.