DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لــص

لــص

لــص
أخبار متعلقة
 
الشاعر ميمون بن قيس الذي عرف بالاعشى، وبصناجة العرب.. سن سنة، لا يزال الشعر العربي يترنح تحت ضرباتها المتواصلة حتى هذا اليوم. هذه السنة هي: (التكسب بالشعر). السنة هذه، غالى بعض الكتاب المعاصرين في الغارة عليها، ورميها بكل اسلحة النقد المرهفة، بحيث اخرجها من سياقها التاريخي والاجتماعي، والعرف الاخلاقي، وعراها تحت ضوء المفاهيم المعاصرة بحماس ذي عين واحدة. لاشك في ان هذه السنة شرعت الكثير من الكذب والنفاق والانحدار الخلقي، وسوغت احط الوان التسول، والتمرغ في وحول الاعتاب، ولكنها تبقى في اطار الظواهر الاجتماعية الكثيرة التي تفرزها الظروف المختلفة في حياة المجتمعات. المهم ان هذا (الاعشى) وهو ابن (منفوحة) لم يكن يفارق ظهر جمله، متنقلا من مدح هذا الى مدح ذاك، معفرا وجهه ولسانه بغبار الاعتاب، ومحاولا حتى حلب الاحجار الصماء، في زمن لم يعرف هطول السحاب الا نادرا، ولم تكن الحياة فيه ذات اشجار مورقة، بل هي جفاف اثر جفاف. لقد تمكنت في اعشانا هذا عادة التكسب بالشعر، فلم يكتف بمدح من يفهم شعره من سادة العرب وشخصيات الصحراء الواسعة، بل انه ركب جمله، متخطيا اسوار اللغة، واسوار الجغرافيا والتاريخ، وذهب الى بلاد فارس، مادحا كسرى باحدى قصائده العصماء. كان كسرى يسمع اليه، وهو ينشد قصيدته، ومر ببيت يقول مضمونه: ان الشاعر اصابه الارق، فلم ينم تلك الليلة، في حين انه لم يكن مريضا، ولا عاشقا. وهنا التفت كسرى الى مترجمه سائلا: ماذا يقول؟ اجابه المترجم: يقول انه لم ينم ليلته في حين انه لا يشكو من اي مرض، ولم يكن عاشقا. وهنا قال كسرى: اذن هو (لص) فاللص وحده هو الذي يسهر الليل بدون الم او عشق. ذكرت هذه القصة، وانا اشاهد احدى حلقات (طاش ماطاش) وفي مشهد منها يظهر شاعر يزبد ويرعد امام حشد من الحضور ثم يقول السدحان: هذا هو (التسول بالشعر).