احيانا اشعر انني قلب كبير.. وان هذا القلب يتسع لكل الناس الذي يساوي والذي لا يساوي.. واكثر الناس لا يساوون.. وعندما يمتلئ قلبي بالناس انزعه من صدري واخطف رجلي الى داخل قلبي فلا اجد لي مكانا بين الناس لقد ضاق قلبي مني واضيع ولا اجد نفسي.. ولا اجد قلبي.. وانما اجد ورشة للسيارات من كل نوع.. واجد ان من ضمن اهداف هذه السيارة تحطيم هذا القلب ونقل انقاضه الى اي مكان آخر.. والمصيبة ان قلبي اذا امتلأ اوجعني.. واذا خلا اوجعني هذا ماقاله انيس منصور في احدى مقالاته فماذا تقول انت؟ كيف حال قلبك؟ عفوا لا اقصد شرايينه واوردته وغرفه الاربع بل اعني حاله معك او حالك معه.. واذا كنا اتفقنا على ان القلب موطن المشاعر والاحاسيس فلابد ان نسـأل عنه ونهتم لامره اكثر من اي عضو او عضلة اخرى فلو ان مشاعرنا تفيض من (المرفق) مثلا لشعرنا ان الامر مختلف فالمرفق ظاهر وصلب ويتحرك في كل اتجاه يحتمل ان تتكيء عليه او ان تفتح به الباب اذا كانت يدك مشغولة بشيء آخر اما القلب فهو مستتر رقيق لا يحتمل اي ضغط او مجابهة العراقيل وسرعان ما يتعب فنصرخ: آه.. ياقلبي.
لم يعد الاطباء المختصون بالقلوب وحدهم الذين يحذرون من سوء التعامل مع القلوب بل تدخل اطباء علم النفس ورجال البحث والدراسات الذاتية في الامر وهؤلاء يؤكدون ان صحة قلبك المعنوية تبدأ منك ولا يحق لك ان تلقي التهمة على الآخرين وتقول (خلاص عورتوا قلبي) ذلك لانهم يوصونك بان تنطلق في كل تعاملاتك من حبك لذاتك ولا تفسر الامر على انه انانية ممقوته بل على انه القاعدة الاصلب والاقوى التي تنطلق منها وتعطيك دافعية اكبر للعطاء والعطاء لك ولكل من تتعامل معهم ليس هذا الامر بالشيء الهين فلابد من دراسة وتدريب وتعويد قبل ان يتحول قلبك الى ورشة للسيارات وربما الى (تشليح) مع مرور الوقت..
آخر كلام:
اذا لم تكن علاقتنا بنفوسنا صحية فلا عجب ان تكون علاقاتنا بالآخرين معلولة..