نقلت الشرطة الاندونيسية إمام سامودرا، المخطط الارهابي المزعوم لانفجارات بالي الشهر الماضي إلى جاكرتا أمس وسط تزايد الادلة الظرفية التي تشير إلى وجود علاقات سابقة له مع الداعية الاسلامي أبو بكر باعشير وإلى أنه كان من المعجبين بشدة بأسامة بن لادن.
وكان قد ألقي القبض على سامودرا (35 عاما) الخميس الماضي في مدينة ميراك بغرب جاوا وذلك أثناء محاولته ركوب عبارة متجهة إلى سومطرة. كما ألقت الشرطة القبض على ثلاثة من زملاء سامودرا في نفس المدينة الساحلية تم تحديد أسمائهم بأنهم رؤوف وعودي وأمين. وقد تم نقل الرجال الاربعة إلى جاكرتا صباح أمس لاستجوابهم بشأن دور كل منهم في انفجار بالي الذي وقع في 12 من أكتوبر والذي أودى بحياة ما يزيد على 190 شخصا. كما سيتم أيضا، كما ذكر المتحدث بلسان الشرطة الوطنية إدوارد اريتونانج استجوابهم بشأن تورطهم المزعوم في أعمال إرهابية أخرى في إندونيسيا وارتكابهم جرائم سرقة لتمويل هذه الاعمال. وقال اريتونانج ان المشتبه فيهم سينقلون بعد أسبوع إلى بالي باعتبارها مقر التحقيق الدولي الجاري بشأن هجوم الشهر الماضي. وكان سامودرا قد اعترف، كما رددت الانباء، بقيامه بدور في كل من انفجار بالي وفي موجة الانفجارات التي وقعت في كنائس في ديسمبر 2000. وقال سامودرا ان هذه الاعمال كانت انتقاما لما وصفه بالمظالم الواقعة على المسلمين. وزعم أن هذه الهجمات الارهابية قد مولت من عائدات جرائم سرقة مثل تلك التي ارتكبت في أحد محال المجوهرات العام الماضي، بمدينة سيرانج بغرب جاوا. وتقول السلطات الاندونيسية انها لم تحدد بعد بشكل قاطع وجود صلة بين سامودرا وشبكة القاعدة الارهابية بزعامة بن لادن أو بينه وبين الجماعة الاسلامية، وهي حركة أصولية إسلامية في جنوب شرق آسيا تم وضعها على قائمة الامم المتحدة للمنظمات الارهابية بعد هجوم بالي. غير أن الشرطة ذكرت أن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن جماعة سامودرا من مؤيدي بن لادن على أقل تقدير. وفي غضون ذلك ذكرت وكالة أنباء انتارا الحكومية أن المداهمات التي شنتها الشرطة في عطلة نهاية الاسبوع على منازل في وسط جاوا كان يشغلها سامودرا مؤخرا، قد كشفت عن قرص فيديو مدمج لحديث لبن لادن مع قناة الجزيرة التليفزيونية وعدة كتب عن الارهابي الذي تحمله الولايات المتحدة مسئولية هجمات11سبتمبر من العام الماضي على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في واشنطن. وكانت الشرطة قد داهمت الاحد أربعة منازل في ضاحية سوكوهارجو بوسط جاوا، شغلها سامودرا وثلاثة من زملائه مؤخرا. وتقع المنازل على بعد بضعة كيلومترات من مدرسة المخيم نجروكي الاسلامية الداخلية التي يديرها باعشير.
غير أن الشرطة في جاكرتا تصر على أن العلاقة بين سامودرا وباعشير لم تتأكد بعد. وقال اريتونانج "حتى الان ليست هناك صلة مؤكدة بين سامودرا وباعشير". من ناحية أخرى ذكرت مجلة "تايم" أمس ان احد المشتبه فيهم الثلاثة "الرئيسيين" الذين يلاحقهم المسؤولون عن التحقيق في اعتداء بالي مواطن يمني من العناصر البارزة في تنظيم القاعدة. وزعمت المجلة في عددها الاخير ان اليمني سيف الله مسؤول عن الاعتداء الذي استهدف في 1996 ثكنة امريكية في الخليج واسفر عن مقتل 19 عسكريا. وقالت المجلة ان اندونيسيا يدعى سياوال يشتبه في ان يكون ضالعا في هذه القضية حيث كان مدربا في معسكر تدريب تابع لتنظيم القاعدة قرب بوسو على جزيرة سولاويزي الاندونيسية. والمشتبه فيه الثالث يدعى زبير وهو ماليزي قاتل في افغانستان في نهاية الثمانينيات وتولى قيادة الفريق المكلف بمراقبة ووضع الخرائط لتنفيذ اعتداء بالي في 12 اكتوبر. وفي حال تأكدت المعلومات التي نشرتها المجلة، سيكون سيف الله اول عضو في تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن ضالعا مباشرة في اعتداء بالي. وبحسب السلطات الاندونيسية شارك 12 شخصا في عملية تفجير السيارة المفخخة في بالي التي اوقعت اكثر من 190 قتيلا معظمهم من السياح الاجانب.