تحية لذلك الرجل الذي غاب اسمه عن الذاكرة اثر سنوات مضت على حادث التصادم الذي وقع بيني وبينه فقد كنت أنا المتسبب وفق تقديرنا معاً فآثرنا الاتفاق على مبلغ من المال أدفعه له فوراً ويذهب كل منا في حال سبيله وحيث لم يكن المبلغ حاضراً في جيبي في تلك اللحظة فقد استعنت بأحد الأصدقاء لسداد المبلغ الفوري. وتبادلنا التحايا التقديرية وذهبنا. ومضت شهور فإذا بالرجل يحضر إلى مكتب اليوم في الأحساء يسأل عني ويطلب مقابلتي ليعيد لي جزءا من المبلغ زاد عن تكاليف إصلاح سيارته. لم يكن المبلغ كبيراً ولكن روح الوفاء كانت كبيرة وشامخة في شخص ذلك الرجل الأنموذج.وإذ تظل الأمانة حاضرة. تعود بي الذاكرة إلى هذا الموقف كلما أردت أن أؤكد حضور القيم العالية في بعضنا بينما تغيب غالباً لتذهب معها الحقوق والذمم ويتلون الواقع بألوان يصعب تمييزها. وحيث نقبل جميعاً على إلزامية التأمين التعاوني لقائدي المركبات مع منتصف هذا الشهر الكريم. أجدها فرصة لأشيد بذلك الرجل الذي استشعر قيم التعاون قبل إقرارها ولكن يظل هو مجرد حالة في طابور طويل لابد من تقويمه بالضوابط التي تكفل للجميع حقوقهم وتخفف عن المتسببين بحكم القدر بعض معاناتهم والآمهم فكم من أسرة تشردت وتبعثرت بسبب حادث راح ضحيته عائلهم ولم يجدوا سوى من يطبطب عليهم بيد فارغه ونظرة لا تسمن ولا تغني من جوع فكانت العادات والغزوات نفقد الناس حقوقهم طالماً غاب النظام الذي يحمي الجميع ويكفل حقوقهم فمرحباً بالتأمين الذي سيغيب الكثير من الصور المؤلمة بيننا.
فرحان العقيل