DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

الفن وسيلة للارتقاء فلماذا نوظفه للهدم؟

الفن وسيلة للارتقاء فلماذا نوظفه للهدم؟

الفن وسيلة للارتقاء فلماذا نوظفه للهدم؟
أخبار متعلقة
 
سعادة رئيس التحرير يسعدني كل السعادة أن أشارك بقلمي المتواضع في محاولة الاقتراب من حل بعض القضايا التي تمس مجتمعاتنا من خلال منبر اليوم الذي اقرأ فيه أسلوبا مستنيرا, ومحاولة جادة للارتقاء بمستوى الفكر العربي, وما كان هذا إلا بفضل جهودكم الجبارة من أجل إخراج هذه الجريدة بهذه الصورة المشرفة, كما يسعدني التواصل معكم وأسرة جريدة اليوم من خلال الكلمة الجادة والهادفة. ولسعادتكم جزيل الشكر. لا ينكر أحد الدور الذي أسهمت به السينما والمسرح منذ إنشائها في جس نبض المجتمعات والدق على أوتار مشكلاتها, وتضخيم أو تعميق هذه الآثار بشكل لا تخطئه عين, كوسيلة من الوسائل المهمة التي تهمس بها في آذان صناع القرار وواضعي السياسة, للاقتراب من المشكلات التي يعاني منها السكان في المجتمع, وحلها بأساليب موضوعية , ولا ينكر أحد أيضا الجهود التي يبذلها جميع القائمين بصناعة السينما من مؤلفين ومنتجين وممثلين وعاملين خلف الكاميرات, فلا شك أنها منظومة أسهمت وما زالت تسهم في قضايا المجتمع الشائكة . ولكن في الوقت نفسه أسهمت بشكل غير مباشر في ظهور العديد من المشكلات التي تظهر على الساحة, وضخمت من المشكلات التي كانت قائمة, وخاصة في المجتمعات التي لم تصل بعد إلى مرحلة من النضوج الثقافي, والتي يعاني أفرادها من تدني مستوى التعليم وارتفاع نسبة الأمية, بما يجعلهم غير قادرين على التمييز بين الغث والسمين بفهمهم القاصر, أو بين الرسالة التي يحاول أن ينقلها الفيلم أو التي يحذر منها, فيتجهون بفكرهم المريض إلى التقليد الأعمى لما يشاهدونه على الشاشة أو على المسرح, مبهورين في ذلك بشخصية البطل أو الفنان الذي يعتبره الكثير منهم قدوة, بغض النظر عما يقدم على فعله من أعمال خارجة على القانون والأداب العامة, ودون أن يعلموا أن للعمل السينمائي هدفا آخر خفيا يعكس أبعادا سلوكية أو تربوية أو يعرض مشكلة ما برمتها دون نهاية منطقية ويترك فيها للمشاهد حرية الاستنتاج وما إذا كان يرفضه أو يقبله بما يحدث بلبلة في الاستنتاج وخاصة بين الطبقات غير المتعلمة. وهناك العديد من الأمثلة على الأبعاد السلبية التي تسببت فيها أعمال سينمائية ومسرحية , ولعل مسرحية مدرسة المشاغبين التي عرضت في مطلع السبعينات للفنانين المتحدين في مصر وجابت السينمات العربية كانت من المسرحيات التي أحدثت بلبلة وهزة عنيفة في الوسط التعليمي وأحدثت شرخا في الأوساط التعليمية والحياة الاجتماعية برمتها, فظهر عقب عرض المسرحية الطالب الفهلوي المشاغب الذي لا يلقى بالا للمعلم, وظهرت الصورة السيئة لعدم الاحترام سواء في المدرسة أو المنزل جلية بكل أشكالها في السنوات التالية لعرض المسرحية الهزلية التي سخرت القيم الأخلاقية ورسالة التعليم والعلماء على مدار أربع ساعات متواصلة, ولم ينظر الكثيرون للرسالة التي ثبتها المسرحية في نهايتها لأنها للأسف كانت رسالة قصيرة لا تتناسب مع حجم الإسفاف الذي يظلل العمل المسرحي كله. والأمثلة كثيرة على الأعمال التي تحمل أدوار الشر وتنقل رسالتها للمشاهد غير الواعي فتحث البعض منهم على السرقة أو أعمال النهب والسلب أو عقوق الوالدين, وما أكثرها في عصر الفضائيات والسماوات المفتوحة . إننا في حاجة إلى مراجعة أعمالنا الفنية قبل عرضها على شبابنا وفتياتنا, فما زالت مجتمعاتنا في مرحلة من عدم النضج الثقافي لكي نسمح لهم بمشاهدة مشاهد ساخرة من القيم والتعاليم الأخلاقية أو أعمال منافية للآداب العامة, بدعاوى التحرر الفكري, فتنقلب رسالة السينما والمسرح والتليفزيون من رسالة بناء إلى رسالة هدم دون أن ندري, ولا ينبغي علينا بأي شكل من الأشكال أن نقارن السينما في مجتمعنا بالسينما في هوليود أو العالم الغربي بشكل عام, فالثقافة والدين والعادات والتقاليد والقيم الإنسانية والأخلاقية تتباين, وينبغي أن نحافظ على تراثنا وقيمنا الإسلامية من التشويه الغربي المتعمد, ولا نتشدق أو نقلد غيرنا من مخرجين عالميين, فهذه المجتمعات المتقدمة يمكنها أن تقرأ ما بين سطور الفن والأعمال السينمائية وتعيها, بينما مجتمعاتنا تعاني الأمية ولا يمكنها قراءة السطور فكيف نقارن فكرا بفكر أو ثقافة بثقافة وكيف نعرض أفلاما غامضة غير مفهومة لاتناسب ثقافات مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا. للسينما والمسرح رسالة يجب أن تنقل بشكل مفهوم ومباشر في المجتمعات غير الناضجة, تزداد مساحة الأعمال الخيرة فيها, تحث على فعل الخير ونبذ الشر, لا أن يكون الهدف الأسمى هو الوصول إلى العالمية بأفلام مبتذلة أو بفكر متطرف عقيم يخالف قيمنا الاجتماعية وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. د. محمد نور الدين السبعاوي كلية المعلمين في الدمام