تتحرك القلوب وتتوجه الانفس بكليتها في رمضان للعبادة, ولاشك ان الصيام وصيام شهر كامل على صيغة الفرض لاتتأتي الا في رمضان, ولكن هناك عبادة اخرى لها طعم ونكهة ومزية وهي صلاة القيام, والتي تسمى صلاة التراويح, وقد جمع عمر رضي الله عنه المصلين في خلافته خلف امام واحد وصار الناس يصلون التراويح خلف ائمة المساجد, فمن ان من صلى مع الامام حتى ينصرف من صلاته كتب له قيام ليلة كاملة, والمعنى : يفرغ من صلاته ولتعدد المذاهب في الاحساء تعددت الآراء في عدد ركعات التراويح فمنهم من يصليها 11 ركعة وهو الاكثر ومنهم من يصل بالركعات الى 23 ركعة!!
ولقد اتسم الاحسائيون بما اتسم به غيرهم من التوجه نحو مساجد معينة في رمضان والصلاة هناك رجالا ونساء وتقريبا تنحصر المنافسة القائمة بين 10 مساجد (زد عليها او انقص منها قليلا) ولك ان تتصور زحام السيارات واجتماع الباعة والمتسولين ورجال الهيئة والجمعيات الخيرية ودوريات الامن لتنظيم حركة السير وضيق اهل الحي بالسيارات القادمة من الاحياء الاخرى وارتفاع صوت مكبر الصوت.
لنتساءل معا.. ما الذي يجعل مأموما يترك امام حيه الذي يصلي خلفه طيلة ايام السنة ويودعه مع بداية الشهر ليصلي في مسجد آخر؟
في تصوري القاصر ان الاسباب كثيرة ومتنوعة اهمها جمال صوت الامام, وتجاور هذا السبب اسباب اخرى مثل جمال المسجد وسعته وتكييفه, ووجود مصلى للنساء, وجود دروس علمية, قصر او طول الصلاة, كون الامام يختم القرآن او لا يختم.
ولكن ـ وللأسف ـ هناك ملحوظات على ائمة المساجد عموما اذكر منها: علو الصوت بالبكاء عمدا لاجل ترقيق القلوب واصدار اصوات متعمدة خارجة عن ألفاظ الصلاة ربما تبطلها, ورفع الصوت بالدعاء وكأنهم يدعون أصما, والاطالة في الدعاء بحيث يصل الدعاء الى ثلث ساعة وبلغ في احد المساجد ساعة الا ربعا, التكلف في الدعاء بالسجعات والادعية غير الثابتة , واحيانا المخالفة, واستخدام الدعاء لاغراض الوعظ, والتعدي في الدعاء, ولا يدعون بجوامع الكلم والادعية.
ومنها التزام دعاء القنوت طيلة ليالي شهر رمضان وهذ خلاف السنة, ومنها ايضا ختم القرآن المتكرر وهذا لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم, وايضا دعاء خاص بهذه الختمة وجعله في الصلاة وكله لم يرد.. والناس على هذا جايين!!