DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هتك اللغة

هتك اللغة

هتك اللغة
أخبار متعلقة
 
ترددت في اية مفردة اضعها عنوانا لهذه الحلقة: ذبح اللغة, او هدر اللغة, او هتك اللغة. واستقر اختياري على الاخير اي: هتك اللغة. لماذا؟ في كتابه (صورة الفتى بالاحمر) يرصد الدكتور فواز طرابلسي (ص108) بعض المفردات في التعبير السياسي العربي ذات الظلال الجنسية مثل (الممانعة) وقولهم: (انطلاقا من عذريتنا الثورية) و(اغتصاب) فلسطين... الخ. ولأني بصدد الوقوف على بعض المفردات في الخطاب السياسي العربي ولأني لست بعيدا كذلك عن نفس السياق الذي سار عليه فواز, لهذا اختار مفردة (هتك) بدلا من المفردات الأخرى المتقاربة. نسمع كثيرا في الخطاب السياسي العربي مفردة (حذرت) (الدول العربية تحذر اسرائيل من ومن) او مفردة (تتهم) (الدول العربية تتهم امريكا بالانحياز لاسرائيل). والسؤال الملح هنا: ما معنى (حذرت) او (اتهمت) في هذا الخطاب المشحون بهما دائما؟ ان امريكا تصرح وعلى رؤوس الاشهاد بانها منحازة الى اسرائيل بل انها الحامية لها من اي شيء والمدافعة حتى عن جرائمها البشعة فما فائدة ان نلهب حناجرنا بالقول ان امريكا منحازة الى اسرائيل؟ ثم - وهذا هو الاهم - ان الذي (يحذر) لا بد ان يستند الى ما يجعل تحذيره ذا معنى او يجعله مسموعا على الاقل اي يستند الى نوع من القوة تجعل تحذيره يستحق الاصغاء.. فما القوة التي يستند اليها التحذير العربي؟ (اشبعتهم سبا وراحوا بالابل) نعم هذا هو المثل الخالد الذي نسير في نفقه المظلم والمريح منذ الجاهلية حتى الان. ألسنا نملك الفصاحة والبلاغة؟ أليست المعاني مطروحة في الطريق؟ اذن لماذا لا نهزم الواقع بهذه الفصاحة والبلاغة؟ وما دامت المعاني مطروحة في الطريق.. فلماذا نتعب انفسنا في البحث عنها؟