أخبار متعلقة
بدأت صباح أمس في بغداد أولى عمليات التفتيش التي تتولاها لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (أنموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية في الوقت الذي انطلقت فيه صفارات الانذار منذرة من طائرات معادية.
فقد سمعت صفارات الانذار في ارجاء العاصمة العراقية بغداد قرابة الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس (30ر06 ت ج) بعد مرور طائرة مجهولة كانت تحلق على علو مرتفع. وتوقفت صفارات الانذار بعد عشر دقائق على انطلاقها. جاء ذلك فيما استأنف مفتشو الامم المتحدة مهامهم في العراق صباح أمس بعد انقطاع دام اربع سنوات في وقت شددت فيه الامم المتحدة على ضرورة تعاون النظام العراقي مع عمليات التفتيش لتجنب وقوع حرب. وتوجه مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة الفرنسي جاك بوت في سيارات جيب الى موقع تابع لهيئة التصنيع العسكري العراقية في الضواحي الشرقية لبغداد وغادروه بعد ثلاث ساعات على وصولهم. ودخل المفتشون الموقع المحاط بشريط شائك وقد رفعت على مدخله صورة كبيرة للرئيس العراقي صدام حسين ووقف جندي مسلح على مدخله.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان من باريس ان عمليات التفتيش للمواقع العراقية شهدت بداية لا بأس بها مشددا على ضرورة حصول تعاون متواصل من جانب السلطات العراقية. وقال عنان في حديث لاذاعة اوروبا 1 الخاصة ان اعمال التفتيش شهدت بداية لا بأس بها والعراقيون تعهدوا برفع التقرير (حول الاسلحة التي يملكونها) في الثامن من ديسمبر لاننا كنا قلقين بعض الشيء من عدم تمكنهم من القيام بذلك. لكنهم وعدونا بذلك.وقال عنان على العراقيين ان يتعاونوا بالكامل ويجب ان يكون هذا التعاون متواصلا لتفادي وقوع نزاع عسكري مضيفا لا اعتقد ان الحرب حتمية في حال ما اذا استغل العراق الفرص المتاحة له حاليا وتعاون بشكل كامل مع المفتشين.
وشدد على ان المفتشين الدوليين يمكنهم زيارة كل المواقع الرئاسية من دون ان يعطي اي تفاصيل حول الجدول الزمني لهذه الزيارة لان عامل المفاجأة مهم ايضا. ويضم الموقع الذي تم تفتيشه والواقع على بعد 25 كليومترا شرق وسط العاصمة مجموعة مبان ويحمل اسم التحدي في منطقة الرشاد.
وقال المتحدث باسم المفتشين الدوليين في العراق هير اوكي قبل بدء مهمات التفتيش ان المهمة الاولى تضم فريقين سيتوجهان الى موقعين مختلفين. واضاف اوكي ان المفتشين يقودون بانفسهم سيارات الجيب التابعة للامم المتحدة وهم يعرفون تماما اين يذهبون ولديهم خرائط وبعضهم يعرف تماما الطرق في العراق. ولديهم ما يكفيهم من طعام وشراب لفترة الغداء.
وقد غادر المفتشون التابعون للوكالة الدولية للطاقة الذرية وللجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) باكرا مقر الامم المتحدة في بغداد في موكب ضم عدة سيارات جيب. وتبع المفتشين مرافقون عراقيون من اللجنة الوطنية للرقابة المكلفة بالتنسيق مع لجنة مفتشي الامم المتحدة (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فضلا عن عشرات الصحفيين. وقال المسؤولون عن هذه المهمة الاولى انهم لن يترددوا في تجميد الموقع المشبوه عبر منع دخول اي اجهزة او اشخاص او خروجهم منه لتجنب اي تعارض مع عملهم. ومع هذه المهمة تكون الامم المتحدة استأنفت جهودها للتحقق مما اذا كان العراق لا يزال يملك اسلحة دمار شامل. وتقول بغداد انها لا تملك اسلحة محظورة لكن واشنطن تصر على العكس وقد حذرت من ان اي عرقلة لمهمة الامم المتحدة قد تؤدي الى هجوم عسكري على النظام العراقي. والمفتشون الذين يعملون بموجب قرار الامم المتحدة 1441 الذي شدد نظام التفتيش مجهزون بمعدات متطورة في المجالات النووية والكيميائية والبيولوجية.
جندي عراقي يحرس المنشأة التي خضعت للتفتيش