في زمن ما يسمى بالعولمة من الطبيعي أن تصبح المهرجانات الغنائية العربية تقليدا لتلك المهرجانات الغربية التي نسمع عنها واصبح الاهتمام يبدأ من لحظة الاتصال بالمغني والمغنية ومرورا بوصوله ساحة المطار الى أن يصل مقر سكنه حتى اعتلائه أو اعتلائها المسرح.
شاهدت ـ وبشكل متقطع ـ بعض صور تلك المهرجانات الغنائية منذ حط المغني في مطار الدولة المضيفة ومقدار الاحتفاء به ومتابعة كاميرا التلفزيون المحلية او الفضائية له , وحتى طريقة دخوله المسرح لاداء وصلته الغنائية , وهذا الذي تشهده أو شهدته بعض الأيام القريبة ليس جديدا فالمهرجانات الغنائية ربطت ايضا ضمن برامج بعض المهرجانات العامة او مهرجانات التسوق وكأن الغناء وحده أصبح جذبا كبيرا للسياح لا اريد أن اعدد المزايا التي يمكن ان يحصل علهيا المغني , ولا أقول المطرب لكن لماذا كل هذا الاهتمام وهذه العناية التي لا أحسبها سوى شكل من الترف الزائد والإثارة المفتعلة , هل أن هذا المغني وصل الى المستوى الذي يؤهله لهذا الاحتفاء ام هل لاننا نأخذ مبدأ التقدير والتكريم بهؤلاء مبدأ عاما نطبقه على كل المبدعين في أوطاننا العربية وهل حل الغناء في صوره التي بثتها أو تبثها الفضائيات العربية وغير العربية , حل محل الثقافة والفكر .. أم هل أننا نبحث عن ثقافة (هز الوسط) و(مع الخيل يا شقرا) لتتسطح عقول الشباب ويتطسح تفكيرهم وتبقى الأغنية ومقدار الاهتمام بها وبكل فئات اسمائها هي هدف يضاف الى الملهيات الرخيصة , والى عوامل شل الفكر والثقافة في عقولنا وعقول الأجيال الطالعة اعتقد أن وقوف بعض المغنين أو غيرهم أمام الكاميرا لحديث ما عن أي شكل من الحوار يفضح مقدار الضحالة لدى أي من أولئك المغنين .. ضحالة وسطحية, ولعثمة , وأحيانا غرور ليس له داع الا كما يقول المثل الشعبي أو بما معناه أن ( الطبول أصواتها عالية) كناية عن فراغها.