حاجتنا لبعضنا لا تعني ضعفنا ودموعنا لا تغني عجزنا وحتى خسارتنا لأعز وأغلى ما نملك فهي ليست نهاية العالم بل كل ذلك هو البداية الحقيقية لنعرف من نحن في قلوب من نحب وماذا يمكن ان نقدمه لهم وبشكل أفضل وكيف يمكن ان تتواصل عطاءاتنا وتتوهج مشاعرنا لنكون في سعادة حقيقية، سعادة نحن من أوجدها بداخله وليس غيرنا. ومستشارك الاجتماعي ما هو إلا أنت فلا تخجل منه ولا تتردد في سؤاله وسوف تجد منه ما يشعرك بأكبر مما كنت تتوقع
المشكلة
شكرا لك د. فهد على تواصلك وعلى تعاملك مع قرائك، حقيقة ما شجعني على الكتابة اليك هو معرفتي انك من المتخصصين في التدريب على المهارات الحياتية اليومية خاصة بعد ان سمعت لك بعض البرامج الاذاعية والتليفزيونية وان كانت مختصرة وغير كافية.
د. فهد ما أود ان تنصحني به هو انني انسان حساس ولا استطيع ان اتقبل النقد الموجه لي وبالذات من رئيس لانني أشعر بأنه موجه لي شخصيا وكثيرا ما غضب مني رئيسي في العمل وحتى زملائي ايضا مازالوا يتخذون مني موقفا لأنني لا اتقبل منهم شيئا.
ودعني أكون أكثر صراحة معك يا دكتور لست متكبرا كما قد يبدو لك ولكن طبيعتي هكذا. فلقد حاولت اكثر من مرة ولكني فشلت ان الشيء الذي يزعجني هو انني لا استمر في صداقاتي مع احد لفترة طويلة واحاول ان أصمت في كثير من المواقف والمشكلة الأكثر أثناء الاجتماعات فلا استطيع ان اسمع شيئا متعلقا بي أوبإرادتي وأسكت وحتى لو سكت فإنني أذهب الى البيت وأنا متضايق جدا لشعوري ان غيري انتصر عليّ أو استطاع أن ينال مني وهذا طبعا ينعكس على اسرتي عندما أعود الى المنزل. أشياء كثيرة تضعني في مشاكل بسبب عدم قدرتي على تقبل النقد فماذا افعل؟ هل هناك من علاج مفيد لحالتي.
خالد الاحمري ـ جدة
الرد:
أولا دعني أشكرك أخي خالد على صراحتك، ولكن يجب أن تعرف انك لست على جبهة حرب ولست في حالة ثأر أقل ما في المسألة انك يجب أن تعرف كيف تتعامل مع النقد الموجه اليك بصورة عقلانية متزنة. وما سوف اقدمه لك هو عبارة عن نصائح عملية لابد ان تأخذها مأخذ الجد وان تحاول ان تطبقها قدر الامكان والا ليس هناك من داع لها اصلا ومن تلك النصائح التي أنصحك بها:
1ـ حاول ألا تغضب وهذه هي أهم نصيحة لأنه من المستحيل عليك اتباع بقية النصائح اذا نفدت أعصابك بسرعة وهذا يتطلب منك أن تكون من الاشخاص الذين يثقون بأنفسهم وأن يكون لديك ايمان عميق بأن من حق كل انسان ان يكون له رأيه الخاص ولكن يجب أن تكون لديك الرغبة القوية في ان تخلص نفسك من الغضب والاحباط.
2ـ استمع الى النقد وكلك آذان صاغية: اسمع ما يقال بالضبط وافهم ما يقال حتى تستطيع الرد على النقد بشكل مناسب فيما بعد. ومهما كان الأمر صعبا لا تقل شيئا حتى ينهي منتقدك حديثه أو يوجه اليك سؤالا.
3ـ حاول ان تستوعب منتقدك عندما يكون النقد في غير محله: فإذا كان النقد الموجه اليك في غير محله او كان نقدا تأديبيا فمن الأفضل أن تركز اهتمامك على ضعف منتقدك بدلا من الشعور بالاهانة. تخيل المساكين الآخرين الذين ربما عليهم ايضا تحمل مثل هذا الشخص. ولكن لا تفسر قيامه بتوجيه النقد اليك على انه ناتج عن هذه عليك.
4ـ أطلب من منتقدك تقديم أمثلة على عيوبك التي ينتقدها. افعل هذا برغبة حقيقية للوصول الى ادعاءات منتقدك ولا تكن ساخرا او عدوانيا. قم بتوجيه الأسئلة التي تساعدك في فهم الوضع مظهرا رغبتك في ان تستمتع للشخص الآخر حتى يقول كل ما لديه.
5ـ حاول ان تشاركه في تصورك للموقف. قم أولا بالاعلان عن اي موافقة لما ذكر ثم قم بأدب ولكن بحزم ايضا بتصحيح اي معلومات غير صحيحة قد ذكرها منتقدك. وتعامل مع الموضوع بأكبر قدر ممكن من الهدوء والنزاهة.
6ـ ألا تفهم منتقدك بأنه غير عادل أبدا: حتى لو كنت تعتقد ان النقد الموجه اليك غير عادل فإن منتقدك لا يظن ذلك فأنت قد تستطيع في نهاية الأمر ان تجعله يدرك خطأه ولكن ليس بواسطة اتهامك له.
7ـ لخص النقاط التي لا توافق عليها والمقصود هنا نقاط الاختلاف بين وجهات النظر كما في جمل محددة. ثم قم بالتأكيد على صحة موقفك ولكن افعل ذلك دون ان تبدو حاقدا واقترح حلا لتصحيح السلوك موضوع النقد لتحل بقية الخلافات القائمة.
8ـ عبر عن مشاعرك ما ان ينتهي التعامل مع القضايا القائمة قم بوصف شعورك تجاه اسلوب النقد الذي وجه اليك. زود منتقدك برأيك حول الاسلوب الذي تظن انه كان يجب ان ينتقدك فيه بصورة أفضل.
9ـ اشكر منتقدك، واظهر امتنانك لرغبة منتقدك في مساعدتك لتحسين ادائك حتى ولو كان شعورك مخالفا لذلك.
10ـ قم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ومن ذلك ان تغير السلوك الذي ادى الى توجيه النقد اليك واعمل على ان يرى منتقدك هذا التغيير في سلوكك.
وهذه النقاط أخي خالد يمكن اتباعها مع الأصدقاء وحتى مع الأسرة حتى مع أبنائك ان كان لك أبناء لانك لو كنت صادقا فيها فسوف يكون لديك مصداقية لدى غيرك ولا تزعج كثيرا كل ما عليك أن تكون هادئا وهذا الهدوء كفيل بأن يساعدك على تطبيق تلك النقاط وبالتوفيق إن شاء الله.
