اجيال اليوم تتوافر لها خيارات اتصالية لا حدود لها في كل اتجاه.. والسؤال هو هل تعددية هذه الخيارات من فضائيات عربية وعالمية وبنوك معلومات وهواتف نقالة وحواسيب عالية السرعة, اقول هل فعلا هذه التخمة في الخيارات هل فعلا تقدم التنوع الفكري والثقافي الذي يخدم عقلية المتلقي ويعزز من منسوب الوعي لديه وبالتالي مشاركته في نمو وحركة مجتمعه؟! يحاول البروفيسور ميلر في كتابه (الحشر في ثقافة الاتصالات) ان يجيب عن هذا السؤال من واقع الصناعة الامريكية لسوق الاعلام.. والاجابة للاسف في مجملها تكشف عن واقع كئيب تعززه هذه التعددية والخيارات اللامحدودة للمتلقي من الجمهور.. فليست هناك تعددية في الرأي ولا في المعلومة ولا في التنشئة ولا في الترفيه فقط هناك ملامح ومسميات شكلانية, اما العمق فلا وجود له.. ويبرر ما رك ميلر هذه المسألة بأن صناعة الاعلام اليوم تسيطر عليها شركات متعددة الجنسيات هي من تختار للجمهور ما تريده من اخبار ومعلومات وترفيه يخدم بالدرجة الاولى مصالحها هي في السوق قبل كل شيء.. فالرسالة الاعلامية والمتلقي معها يتحكم فيهما جيوش من امثال مردوخ الاسترالي صاحب شبكة فوكس نيوز وتيد ترنر شبكة سي ان ان وتايم وورنر الاسوأ هذه الايام ان الكونغرس سيصوت على موضوع يتيح لمزيد من مالكي المحطات التليفزيونية تملك صحف في نفس مناطق الصدور.. وهذا توجه في حالة موافقة الكونغرس عليه سيعزز مزيدا من الهيمنة لرجالات مال واعمال امثال مردوخ ونيوز وبالتالي ينحسر الجمهور الذي سيجد نفسه محاصرا بمواقع سي ان ان في الانترنت وممينتوه في شركة تايم وورنر وغيرها في العالم الحقيقي محطة سي ان ان ومجلة تايم ومن ورائها مئات من الممولين والمعلنين الباحثين عن دولار جديد يضاف لكشوفات حساباتهم.. فعلا اليوم قدر ما يدفع الجمهور نظير هذه الخدمات لا يجد في مقابل ذلك الا التهميش والتسطيح واللامعقول.