عزيزي القارئ/ القارئة , إذا كنت ممن يتعامل مع طبيب نفساني أو محام باستمرار فاحذر من أن تكشف له عن هويتك الحقيقية كاسمك مثلا ورقم تلفون منزلك او جوالك او عنوان سكنك او عملك فكل خصوصياتك معرضة للبيع المباشر أو السطو عليها من آخرين في أية لحظة .. فكل شيء اليوم في عصر العولمة واقتصاديات المعلومات قابل للبيع والمقايضة .. ففي سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا ألقت الشرطة القبض على سكرتيرة تعمل في عيادة طبيب نفساني اعترفت بأنها كانت على اتصال بصحافيين ومنتجي أفلام وسماسرة يعملون لحساب كتاب ومؤلفين لمسلسلات تلفزيونية .. حيث تعرض لهؤلاء ملفات لحالات مرضية تخص وجهاء في الحياة العامة .. او بعض كبار المسئولين وأيضا حالات لأناس عاديين كمادة خام للكتاب والمنتجين .. واعترفت السكرتيرة بأنها كانت بحسن نية تقوم بهذه الأعمال التي تدر عليها اموالا طائلة على مدى سنوات .. وانها كانت حريصة على ذلك خدمة لهؤلاء المرضى في التعريف بآلامهم لمزيد من الوعي والاهتمام بهم من قبل المجتمع عندما تظهر هذه الحالات في أعمال فنية راقية ـ بطبيعة الحال انكر المطبب النفساني معرفته بما كان يحدث من قبل سكرتيرته التي كانت لديها القدرة على الدخول على ملفات المرضى في حاسوبه الشخصي ..اذكر قبل اشهر ان طبيبا نفسانيا أوقف عن ممارسة المهنة في بريطانيا بعد ورود شكاوى ابتزاز تعرض لها مرضى من مرتادي عيادته .. بطبيعة الحال , حالات كهذه وإن كانت قليلة أو شاذة لا حكم عليها , الا أنها تكشف عن امكانية حدوث ذلك لي أو لك اما بحسن نية أو بسوء طوية أو لأسباب خاصة جدا.
مسائل الثقة حتى مع محاميك القانوني أو طبيبك أضحى من الضروري ان يكون فيها خطوط رجعة كما نقول .. نحن في زمن كل شيء فيه قابل للعرض والطلب ولأسواق لا حدود لها وبلا قيم إن شئتم .. فالمعلومة اليوم سلعة تباع وتشرى وتتداول تحت ذرائع شتى سواء عنك أو عني أو عن مشاهير المجتمع والحياة العامة وكثير من اخلاقيات المهنة والتفاعل الإنساني لم يعد لها قيمة فأنا وأنت مجرد أرقام تهم معلنا وممولا وناشرا في كل الأحوال .. ويا ألطاف الله.