DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

الخصوصية مسألة فيها نظر (2)

الخصوصية مسألة فيها نظر (2)

الخصوصية مسألة فيها نظر (2)
أخبار متعلقة
 
تيار العولمة اليوم يفرض منطق المتاجرة ليس بالسلع او الخدمات والافكار الطليعية او حتى الكرتونية فحسب وانما بالاخلاق المهنية التي تحكم علاقة المريض بطبيبه او معالجه النفساني او حتى محاميه القانوني.. تقول باحثة اجتماعية سويدية ان اوساط المهن الاحترافية كالطب والمحاماة تطفح بالخروقات الاخلاقية سواء بالتفريط في اسرار المرضى والعملاء لجهات اعلامية او تجارية بمقابل مادي او بابتزاز شخصي للعملاء أو لمرضى لاحقا من قبل هؤلاء .. فنسبة الأطباء والقانونيين الذين يستفيدون من خصوصيات مرضاهم وعملائهم بشكل مباشر او غير مباشر بتمكين الآخرين منها لاسباب قد تبدو بريئة واخلاقية آخذة في الازدياد.. وكل شيء في ايامنا هذه قابل للبيع وقابل للعرض مع تنامي نزعة المادة واستثمار السوق الاعلامي في المعلومات ودونما ادنى تفكير في تبعات ذلك الاستثمار على الآخرين.. وتقول الباحثة ان العديد من الجهات النقابية والرسمية لم تعد هي الاخرى متحمسة للوقوف في مواجهة هذه التعديات على حقوق الآخرين خاصة عندما لايكشف عن الهوية.. وايا كان.. يبدو فعلا ان مسائل الخصوصية والاخلاقيات لم تعد ذات بال حتى في مهن خطرة ومؤثرة في مصائر الناس.. اقتصاد المعلومات كما يقال يباع فيه كل شيء ويعرض فيه كل شيء, ودوما هناك من يبحث عن معلومة لدى طرف آخر ومباح لكلا الطرفين استغلال هذه المعلومات تحت ذريعة حق الناس في المعرفة والذي كان الى عهد قريب قاصرا على الساسة ورجالات المال والاعمال ونجوم ومشاهير الفنون والموسيقى.. الاعلام في اقتصاد العولمة يسعى لصناعة واقع اجتماعي بشروط وقيم جديدة تتصادم مع اخلاقيات وحقوق خصوصية قد لا تتعلق بالافراد بل تمس توازنات مهمة في الواقع الحياتي الذي يحكم علاقات وتفاعلات مجتمع بأكمله.. السؤال هنا هل بامكاننا مع طفرة الانترنت وقابلية الاختراق المتزايدة مع محترفي الحاسوب للخصوصيات التعايش مع ذواتنا المعراة امام الآخرين؟ّ قناعتي ان ذوبان الخصوصيات حتى وان طال كل شرائح المجتمع سيبقى امرا غير مقبول لكون الخصوصية هي ما يميزنا عن بعضنا بكل ما نحمله من عقد وخبرات داخلنا.. ويا ألطاف الله..