"النكتة" أخذت على محمل الجد، وتحولت الى فيلم مثير عنوانه "الحرب النووية المقدسة". وطبقاً للسيناريو المعد فإن الفيلم يبدأ بوصول المفتشين الدوليين الذين أرسلوا لتحري شأن الأسلحة الشيطانية التي يخفيها النظام في سراديبه، بزعم الإعداد ليوم ينقض فيه على الولايات المتحدة. ولأن السيناريو معروف سلفاً، فالمفترض أن يبقى المفتشون هناك بعض الوقت لمشاغلة العراقيين ودغدغة أعصابهم، الى أن يستكمل الأمريكيون إعدادهم لإجهاض الضربة العراقية واستباقها، بحيث يتغدون بنظام بغداد قبل أن يتعشى بهم. أما ما الذي سيحدث بعد ذلك فالله أعلم به، لا الأمريكيون ولا العراقيون، والمرجح أنه سيكون موضوعاً لفيلم آخر!
"1"
إحقاقاً للحق فإن النكتة أدخلت عليها بعض التعديلات الجوهرية في مقاصدها فضلاً عن وقائعها. ذلك أنها أطلقت على سبيل المزاح والتندر ووصلتنا من باب "الكوميديا". لكن واضعي السيناريو وظفوها في اتجاه مأساوي معاكس تماماً، "تراجيدي" بامتياز. وقد وجدت أن أفضل وسيلة لتبيان الفرق بينها وبين الفيلم أن أروي النكتة في طبعتها الشعبية الأصلية. يقول الراوي أن بعضاً من الىمنيين اجتمعوا ذات يوم، وتطرق حديثهم الى الأوضاع المتردية في البلاد، وكيف أن أغلب الناس اصبحوا عاجزين عن توفير قوت يومهم، كما أن الخدمات تدهورت والمرافق تعطلت، حتى أصبح أفق المستقبل مسدوداً من الجهات الأربع. وبينما هم كذلك قفز واحد من الجالسين قائلاً: وجدتها. وحين سئل عما تفتقت عنه قريحته قال: الحل الوحيد أن نعلن الحرب على أمريكا، فوجم بعض الجالسين وقال آخرون أن النكتة "بايخه". غير أنه لم يأبه بهم وواصل كلامه قائلاً بصوت غلب عليه الجد: اسمعوني حتى النهاية أرجوكم. أمريكا إذا أدركت أننا جادون في إعلان الحرب عليها، فإنها ستسارع الى احتلال بلادنا وتعيين حاكم من قبلها عليها، وفي هذه الحالة فإن صاحبنا هذا سيشرب المقلب، وسيكون مضطراً الى إدارة البلد، كما ستصبح أمريكا مضطرة لأن تقوم بنا، وبذلك تنفرج الأزمة حيث ستتولى الإدارة الجديدة حل مشكلات الكساد والخدمات وغير ذلك . وإذ انتهى المتحدث من عرض فكرته، فإن الجميع هللوا مشيدين بألمحيته، واستلقوا على أقفيتهم من شدة الضحك :- (للعلم: لا أعرف بالضبط لماذا وقع الاختيار على الىمنيين دون غيرهم في النكتة، لكني ارجح انهم وضعوا في هذا الموقف لأنهم في مقدمة ظرفاء العرب) . سواء كان الأمر مجرد توارد خواطر أو كان غير ذلك، فالشاهد أن واضعي سيناريو ضرب العراق استخدموا ذريعة أن بغداد تهدد الأمن القومي الأمريكي. وقد تستخدم أسلحتها الشيطانية في ضرب مصالحها الحيوية وربما شن هجوم ضدها. كما أنهم تحدثوا أيضاً عن تعيين حاكم عسكري أمريكي للعراق. لإدارة شئونه بعد "تحريره!". والفكرتان مقتبستان من النكتة، التي ما تصور أحد يوماً ما أنها ستحول الى حقيقة سياسية تحرك قرارات دولة عظمى، وتؤثر على مجرد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، خصوصاً بعد "تطويرها" في السيناريو المستجد، لأن المحتل الأمريكي في النكتة هو الذي سيتولى الانفاق على الشعب الىمني، بينما هو في السيناريو الأخير سيأخذ من نفط العراق لصالح الشعب الأمريكي.
"2"
وحدها الإدارة الأمريكية التي تتحدث عن التهديد العراقي لأمن الولايات المتحدة، والرئيس بوش هو الذي أطلق عبارة "الحرب النووية المقدسة". التي اعتبرتها عنواناً للفيلم الجاري تنفيذه. أما الكتابات التي لم تصدق حكاية التهديد العراقي لأمريكا، واعتبرتها مجرد نكتة تنتمي الى عالم الخيال "والفنتازيا" فهي بلا حصر، في داخل الولايات المتحدة وأوروبا. ووحده الشعب الأمريكي الذي صدق الرئيس بوش وصفق له حين تحدث عن خطر التهديد العراقي. ولا غرابة في ذلك، فحين يظن أغلبية الأمريكيين أن "المملكة المتحدة" موجودة في العالم العربي، كما ذكر وزير السياحة البريطاني، وحين يعجز 83% من شبابهم عن العثور على أفغانستان على خريطة العالم رغم أن آلافاً من جنودهم يعسكرون ويحاربون هناك، كما ذكرت دراسة نشرتها مجلة "ناشيونال جيوجرافى". حين يحدث ذلك فلا غرابه أن يصدق الناس هناك أن العراق يشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة. أما لماذا صدق الأمريكيون حكاية أن العراق "المفترس" خطر على بلادهم، فقد كان تفسيري أن السبب الرئيسي هو بساطة الناس وسذاجتهم ومحدودية معرفتهم بالعالم الخارجي. غير أن صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت في 9/7/2002 مقالة قصيرة أثارت انتباهي، تقدم لنا تفسيراً إضافياً للمسألة الىك حكايته .. ذكرت المقالة أن سكان نيويورك اصبحوا أكثر تعلقا باقتناء الحيوانات المفترسة وتربيتها كالسمك المعروف بسم رد ديفيل ( الشيطان الأحمر ) أو جاك ديمبس، الذى يمزق ضحاياه، وكالأفاعي التي تلتهم فريستها، وهو ما يعنى أن الناس اصبحوا يفضلون تلك الحيوانات المفترسة البشعة، على الحيوانات الأخرى الوديعة والجميلة. الأمر الذي استنتج منه كاتب المقالة أن النزعة العدائية أصبحت تنتشر بين سكان المدن. وبقدر ما يزداد حجم المدينة وازدحامها، بقدر ما يزداد ذلك النزوع العدائي، وهو ما استثمره أصحاب محلات بيع الحيوانات، حتى أصبحت واجهاتها تعلن عن توفر أنواع جيدة من "السمك اللئيم"!.
تحدثت المقالة عن تراجع تلك النزعة في المدن الصغيرة والضواحي، حيث يفضل السكان اقتناء الحيوانات الوديعة على المفترسة والشرسة، في هذا الصدد لاحظ كاتبها أن ثمة اختلافاً بين سكان الشقق الصغيرة في الأحياء المزدحمة، وبين من يسكنون في بنايات مستقلة . فالأولون يحتاجون الى التعبير عن المشاعر العدائية أكثر من الآخرين. كذلك تزداد تلك النزعة العدائية لدى الموظفين العاجزين الذين لا يتمكنون من مجابهة رؤسائهم الذين يمارسون الظلم أو القهر بحقهم.
في سياق المقالة ذكر أحد المولعين بتربية الأسماك المفترسة أنه يجب أن يراقب كيف تمزق السمكة القوية السمكة الضعيفة. ولإشباع تلك الرغبة فإن أصحاب المحلات التي تبيع تلك الأسماك يتفننون في تدريبها بحيث تصبح أكثر شراسة ودموية. إذ بقدر ما تسيل الدماء وتنهش في لحم الأسماك الضعيفة، بقدر ما يزداد الطلب عليها.
في التعليق على الظاهرة تقول المقالة انه ربما كان سكان مدينة نيويورك يعانون من التأزم والتوتر في نهاية النهار، لذلك فإنهم يريدون أن يشاهدوا شيئا يتمزق. ويستخلص كاتبها ذلك الاستنتاج من قول أحد باعة الحيوانات المفترسة ان مدينة نيويورك أصبحت مكاناً عدائياً، الكبار فيه يسحقون الصغار، وعليك أن تحارب لكي تعيش فيها، ولكي تحصل على ما تريد. ترى، هل يصلح ذلك النزوع العدائي لتفسير تأييد الجمهور الأمريكي لمحاولة الرئيس بوش "افتراس" نظام بغداد، ومحاولة شارون "افتراس" السلطة والمقاومة الفلسطينية؟!
"3"
لست أشك في أن المواطن العربي العادي يتعامل مع التهديد العراقي للولايات المتحدة باعتباره "نكتة"، وأن كل ما يصدر عن الإدارة الأمريكية في هذا الصدد لا يخرج عن كونه استغفالاً للشعب الأمريكي وللرأي العام الغربي. وهو استغفال استخدمت في الترويج له شركات العلاقات العامة. التي تولت تضليل الناس وإيهامهم بأن الخطر على الأبواب، وأن البيت الأبيض لو سكت أو صبر أكثر مما سكت وصبر في السابق، فإن العراق سوف يوجه أسلحته الشيطانية، الذرية والكيماوية والبيولوجية، صوب تلك الواحة الوديعة المسماة بالولايات المتحدة، التي هي قاطرة الحضارة والتسامح والديمقراطية في العالم!
الولايات المتحدة تعرف بئر العراق وغطاه، كما يقال، وأمراء الحرب الأمريكيون هم أول من يدرك أن ما تسوقه شركات العلاقات العامة بشأن المارد العراقي المرعب وخطره على البشرية بأسرها تبريراً للضربة العسكرية، ليس سوى حزمة من الأكاذيب، وأن حكاية المفتشين الدوليين ليست سوى غطاء تمهيدياً لتوجيه الضربة، التي لواشنطون وتل أبيب فيها مآرب أخرى، فالأولى تتلهف على نفط العراق. وتريد أن توجه رسائل تحذيرية عدة إلى إيران وغيرها من الدول الآسيوية، والثانية تتلهف على تدمير مصادر العافية ومظانها في العالم العربي، وتتطلع لأن تكون لها حصة في نفط العراق. الولايات المتحدة وهى تستثير المخاوف من أسلحة الدمار الشامل العراقية وتسوق للخطر الذي تمثله، تراهن على ضعف الذاكرة العامة، متجاهلة ومتكتمة حقيقة أن واشنطون ظلت طيلة الثمانينات تحتفظ بعلاقات إيجابية مع بغداد. وهى تعلم جيدا أن النظام العراقي يستخدم الغاز السام في حربه ضد إيران، وفى قمعه للأكراد الذين أبيد منهم خمسة آلاف شخص بذلك الغاز في "حلبجة". وهو السلاح الكيماوي الذي تريد واشنطون الآن إسقاط نظام بغداد بسببه، وذهب المفتشون الدوليون لإعدام المخزون منه والتخلص من مصادره.
المفارقة المثيرة في هذا الصدد أن الرئيس دونالد ريجان كان قد أوفد مبعوثا خاصا إلى بغداد في ديسمبر عام 83، والعراق يمطر الجيش الإيراني بالغاز السام لكي يتولى إعادة افتتاح السفارة الأمريكية في بغداد، من أجل تنشيط العلاقات بين البلدين. أما ذلك المبعوث فلم يكن سوى السيد دونالد رامسفليد الذي يشغل الآن منصب وزير الدفاع، ويعد أحد المحرضين الرئيسين على الإطاحة بالنظام العراقي "الشرير"، الذي كان"واسطة خير" معه قبل عشرين عاماً !
تكتمل حلقات الإثارة حين نعلم أن الرئيس بوش الأب قدم إلى حكومة الرئيس صدام حسين مبلغ 500 مليون دولار في عام 1988، كدعم من واشنطون لكي يشترى بها العراق المنتجات الزراعية الأمريكية. وهذه "الهدية" سلمت إلى حكومة بغداد في أعقاب إبادة آلاف الأكراد في حلبجه بالغاز السام. وهى الجريمة التي يندد بها الرئيس بوش الابن الآن وهو يبرر مهاجمة العراق، متهما صدام حسين بأنه "استخدم الغاز ضد شعبه".
الأعجب مما سبق أن بوش الأب ضاعف الدعم للرئيس صدام حسين بعد نجاح عملية الإبادة، حتى اصبح بليون دولار. ليس ذلك فحسب، وإنما أمد نظامه بالبذور الجرثومية المستخدمة في إنتاج مادة "الانثراكس" وطائرات الهليكوبتر والمواد "ثنائية الاستخدام" السيئة، التي تستخدم في صنع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وهى المعلومة التي أوردها الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" (في 9/10/2002 )، كان عنوانها "ما الذي يريد منا رئيس الولايات المتحدة أن ننساه؟!"
"4"
ليست جديدة لعبة التلويح بالخطر الذي يستنفر ضده ومن اجله الناس، للتغطية على أهداف أخرى لا علاقة لها بالخطر المفترض أو الموهوم. حيث يبدو انه لا فرق في استخدام أسالىب الكذب والتضليل والخداع بين دول العالم الأول أو الثالث. فالتاريخ الأمريكي البعيد يسجل 120 اتفاقا وقعت لمسالمة الهنود الحمر ومصالحتهم، ولكنها لم تكن سوى مسلسل من الحيل انتهى بإبادة أغلبيتهم الساحقة، وحصار من تبقى منهم في معسكرات ومعازل أقرب إلى حظائر الحيوانات.
لكننا لا نستطيع أن نغفل في التاريخ الأمريكي القريب أكذوبتين كبيرتين اخترعتهما الإدارة الأمريكية للتغطية على أهداف ومقاصد أخرى. الأكذوبة الأولى كانت في شهر أغسطس من عام 1964. حين ادعى الرئيس جونسون أن مدمرة أمريكية في خليج "تونكين" تعرضت لهجوم فيتنامي شمالى، الأمر الذي اعتبره تهديدا خطيرا للأمن القومي للولايات المتحدة. ولمواجهة ذلك التهديد استصدر الرئيس جونسون من الكونجرس قرار وافقت عليه الأغلبية عرف باسم الخليج المذكور. وبمقتضى القرار أعطى الرئيس صلاحية إرسال الآلاف من جنود القوات البرية إلى فيتنام لصد الخطر المزعوم. وكانت تلك بداية تدفق القوات واستمرار تزايدها، حتى بلغ عددها خلال بضعة اشهر أكثر من نصف مليون جندي، غرقوا في مستنقع الحرب الفيتنامية على النحو الذي يعرفه الجميع . غير أنه تبين فيما بعد أن قصة الاعتداء على المدمرة الأمريكية في خليج تونكين لم تكن سوى أكذوبة سياسية . وهو ما دفع الكونجرس بعد اكتشافها إلى إصدار قانون "سلطات الحرب"، لتقييد حرية الرئيس في أي تحرك عسكري إلا بعد التشاور المسبق مع الكونجرس. الأكذوبة الثانية اخترعها الثنائي فورد - كيسنجر في شهر مايو من عام 1975، وعرفت باسم حادثة سفينة الشحن "مايا جويز" التي كانت الحكومة الثورية الكمبودية قد احتجزتها في مياهها الإقليمية. وقد وجدت إدارة الرئيس فورد في ذلك الاحتجاز فرصتها الذهبية لكي ترد الاعتبار للولايات المتحدة بعد مهانة هزيمتها في فيتنام، التي مرغت كرامتها في الوحل. فماذا فعلت؟
ادعت الإدارة الأمريكية أن أمن البلاد أصبح مهدداً، وأعربت عن غضبها الشديد إزاء ما اعتبرته عدوانا على المصالح الحيوية الأمريكية. ولكي ترد العدوان المفترض، فأنها شمرت عن سواعدها واستعرضت عضلاتها وانهالت على الكمبوديين قصفاً وضرباً بقسوة مبالغ فيها كثيراً. وكأنما أرادت أن تبعث إلى الجميع برسالة تؤكد لهم أن القوة الأمريكية ما زالت تحتفظ بجبروتها (هل يذكرك ذلك بما حدث في أفغانستان بعد الهجوم على مركز التجارة العالمي؟). وهي تنتقم وتثأر لكرامتها سيرت القيادة الأمريكية قواتها البرية والبحرية والجوية ضد جزيرة صغيرة باسم "تانج" لا تكاد ترى على خريطة بحر سيام، وانقضت عليها حتى دمرتها. ولاحظت إحدى الصحف الىابانية المفارقة، فسخرت من العملية، كتبت قائلة أن أمريكا كانت كمن يريد اصطياد دجاجة بمدفع! - ليس ذلك فحسب وإنما انتابت القوات الأمريكية وهي تنتقم من الكمبوديين ما يشبه اللوثة، فقامت بإنزال بعض جنودها على جزيرة غير تلك التي احتجزت عندها سفينة الشحن، وأغارت على بعض القوارب المتحركة التي كانت تابعة للقوات الأمريكية (حدث ذلك أيضاً في أفغانستان مع قواتهم البرية). واستمرت في الضرب العنيف حتى بعد عودة السفينة الأمريكية وبحارتها بطريق الصدفة إلى قواعدهم سالمين!
لقد كان استعراض القوة العسكرية الأمريكية واسترداد الهيبة المضيعة هو الهدف الحقيقي للعملية، ولم يكن فورد ووزير خارجيته كيسنجر مشغولين كثيراً بإنقاذ السفينة المحتجزة ولا طاقمها. وهو ما عبر عنه كيسنجر لاحقاً في أول اجتماع لمجلس الامن القومي لبحث الأزمة حين قال "أن إنقاذ السفينة كان أمراً ثانوياً".
"5"
للسينما الأمريكية تاريخ عريق في اصطناع "العفاريت" والترويج لأنماط الكائنات الشريرة، التي كان الهندي الأحمر رمزاً لها يوماً، ثم ظهر بعضها الصيني الغامض، وزعيم العصابة الأسود، والكائنات الفضائية التي تهبط على الأرض لتشيع فيها الخراب.. الخ. وهذا الذي فعلوه في السينما في هوليوود تلبسه أهل السياسة في واشنطون. وفيلم الحرب العالمية ضد الإرهاب نموذج لما أنتجه أولئك الساسة. وفيلم الحرب النووية المقدسة الذي يجري عرضه في العراق نموذج آخر، وما خفي ربما كان اعظم.
ما تنتجه هوليوود في هذا السياق خطر لا ريب، لكن ما تنتجه واشنطون اخطر، لان مشاهدي أفلامها الىوم قد يكونون ضحاياها غداً، أو بعد غد.