في جولتنا على كورنيش الخبر وجدنا أمامنا المعلم غرم الله جمعان آل خاصر الذي أبدى ارتياحا للدخول معنا في دردشة صحفية بدأناها بالسؤال عن الطالب في الماضي والحاضر ومدى استعداده للعملية التربوية والتعليمية فقال: انطباعي هو ان طلاب الماضي كانوا يشعرون بالمسؤولية أكثر.. وأما الطالب الآن فانه للأسف لا يبدي استعدادا جيدا لتحمل المسؤولية في دراسته وتعامله مع المعلم.. ويتمثل ذلك في عدم التزامه بالانتظام والحضور المبكر بل انه يتغيب عن الدراسة في أي وقت شاء.
وأضاف: ان الطالب في الماضي كان يعتبر المعلم بمثابة ولي أمره لذلك تجده يحترمه.. وكان للمعلم صلاحيات أوسع في تربيته وارشاده. أما الآن فان الطالب في الغالب لا يبالي بمعلمه الواقف امامه ولا يبدي ما ينبغي من واجب الاحترام والتقدير له.
وقال: من المواقف المخجلة انه رأى أحد طلابه يدخن فقدم النصيحة له من حيث وجوب ترك هذه العادة السيئة ثم أبلغ أباه بذلك فكانت اجابة الأب سلبية جدا وكأنه يقول ليس هذا من شأنك وهو يريد ان يلفت نظري الى ان واجبي هو تدريس ابنه فقط وليس التدخل في سلوكه.. فاذا كان الأب كذلك فهل يصبح الولد مطيعا لمدرسه او يحترم نصيحته له؟!
وأوضح: اذا كان بعض الطلاب قد تربوا في مثل هذه البيوت فانك تجد من الضروري أولا توعية أولياء أمورهم حتى يعرفوا ما هو الصحيح وما هو الخطأ في سلوك أبنائهم.. سواء السلوك الشخصي او السلوك الدراسي والتعامل مع المعلمين.
ويتساءل المعلم غرم الله: الى متى تستمر معاناة الطلبة والمدرسين من الدراسة في البيوت المستأجرة..؟ ويقول: أنا مثلا أدرس طلبتي في فصل أساسه مطبخ.. ودائما تتكرر اعطال المكيفات في المدارس المستأجرة والحكومية.. كما ان الصيانة غير كافية بشكل عام في جميع المواقع.
ونبه الى وجوب تربية الشباب تربية دينية وان يلتزم الطلبة بالسلوك الإسلامي في السر والعلن لان في ذلك انضباطا كاملا وتصحيحا لجميع تصرفاتهم.. والتربية الإسلامية تعصمهم عن السلوك المشين الذي يقع فيه الكثير من شباب اليوم للأسف الشديد.
ومن جهة أخرى فان مجالسة الأشخاص النابهين وكذلك الأكبر سنا ينفع الشاب كثيرا ويقدم له المتعة والفائدة في وقت واحد لأن لهؤلاء تجارب لا يعرفها هو.. بل يستفيد من خلاصة تجاربهم ورؤيتهم للحياة.
وعن التعاون بين المنزل والمدرسة أورد المدرس غرم الله هذا البيت الذي يرد على ذهنه دائما:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبني وغيرك يهدم
فالمعلم يبني ويوجه الطالب ولكن قلة الصلاحيات لديه هي التي تهدم ما يبنيه.