وصف نائب رئيس مجلس ادارة جمعية مكة المكرمة للتنمية والخدمات الاجتماعية الشيخ عبدالرحمن عبدالقار فقيه، توجيه ولي العهد الامين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتكوين فريق عمل يقوم بدراسة الفقر في المملكة ويضع استراتيجية وطنية للحد منه مما يتطلبه ذلك من تحديد مفهوم دقيق للفقر بحسب المكان، وتحديد خط الفقر في المملكة - بانه قرار مهم يجئ ترسيخا للمبادئ الكريمة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - في محاربة الجهل والفقر والمرض والسهر على راحة المواطنين وتوفير سبل العيش الكريم والحياة الرغيدة لجميع المواطنين.
واضاف: ان جولة سمو ولي العهد في احياء الرياض الفقيرة كانت حدثا تاريخيا فريدا بكل المقاييس جسد من خلالها قربه من هموم مواطنيه وحرصه - حفظه الله - على الوقوف شخصيا على مشكلة الحاجة التي تؤرق شريحة من المواطنين الكرام جعلتهم دون ذنب منهم يعانون ظروفا حياتية قاسية.
وقال: ان ما تفضل سمو ولي العهد بتأكيده من ان مشكلة الفقر لا تعالج بقرارات ارتجالية ولا تحلها الامنيات والاحلام ولكنها تتطلب معالجة موضوعية في ضوء استراتيجية وطنية شاملة هو بداية الطريق الصحيح لمكافحتها ووضع الحلول العملية لها والحد من تداعياتها التي لا تحمد عقباها في تهديد الامن الاجتماعي للوطن كله.
كما انجزت الجمعية انشاء طريق خيري بطول 13 كيلو مترا لربط العديد من قرى محافظة رابغ وايصالها الى الطريق الساحلي، وقد استفاد من هذه الاعمال اكثر من 14000 مواطن بقرى منطقة مكة المكرمة.
كما استعرض المجلس جهود الجمعية لصالح النصف الآخر من المجتمع من خلال اطلاق مشروع (رواج) للاسرة المنتجة، الذي يهدف الى مساعدة الفتيات والاسر على الانتاج من منازلهن ومن خلال خطوط انتاج، وتسويق منتجاتهن عبر معارض (رواج) الدائمة في مكة المكرمة وجدة ومن خلال البيع بالجملة لتجار القطاعي والمؤسسات الخدمية وقد استقطب هذا المشروع اكثر من 200 اسرة حتى الان، كما اخذت الجمعية على عاتقها تمويل هذا الانتاج بأسلوب علمي وحضاري يوفر لربات البيوت وبناتها مصادر دخل تغني احتياجاتهم عن السؤال كما ساهمت الجمعية في تسويق وبيع منتجات العديد من منسوبات الجمعية الخيرية من المحتاجات وذوات الاحتياجات الخاصة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم وعسير والاحساء بالاضافة الى تسويق منتجات السجينات.
وتناول المجلس نشاطات معهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز لتأهيل العمال الخريجين التابع للجمعية والهادف الى تعليم الشباب والشابات في مجالات اللغات والحاسب الآلي وتقديم دبلومات مهنية في مجالات السياحة والسفر والكمبيوتر وتوفير فرص عمل لهم في القطاع الخاص حيث تم خلال العامين الماضيين تخريج اكثر من 178 شابا بدبلومات الحاسب الآلي والسياحة والسفر كما تم توظيف اكثر من 80% منهم كما بلغ عدد خريجي الدورات القصيرة والمتوسطة بالمعهد 642 خريجا في مجالات اللغة وتطبيقات الحاسب الآلي والدورات الصيفية والموهوبين كما قدم المعهد ايضا بتعليم اللغة الانجليزية بمستويات مختلفة لأكثر من 2120 شابا وشابة اضافة الى تعليم 63 مطوفا لغة الملايو والذين انخرطوا بعد تخرجهم في مجموعات الخدمة الميدانية لحجاج اندونيسيا وماليزيا في موسم الحج للعام الماضي. وبعد ذلك عرض مدير عام الجمعية الدكتور عبدالله محمد علي تلمساني آخر المستجدات على دول أعمال الجمعية، حيث وافق المجلس على:
ـ انشاء قسم النشاط النسائي بالجمعية بناء على اقتراح مجلس ادارة ورغبة مديرة الاشراف الاجتماعي النسائي بمنطقة مكة المكرمة والمشرف العام على المؤسسات والجمعيات الأهلية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في انشاء نشاط نسائي بالجمعية يدعم نشاطها في مجال الانتاج الاسري ومساعدة الاسرة المحتاجة وتنمية موارد الجمعية، حيث باشر القسم النسائي نشاطه منذ شهر رجب الماضي.
ـ أقر مجلس ادارة الجمعية ضم وقف البركة الخيري الى الجمعية بناء على رغبة الواقفين وثقة منهم في مجال اعمال الجمعية حيث يدعم هذا الوقف نشاط الجمعية في مجال الخدمات الاجتماعية لتتواكب مع أعمالها في مجالات التدريب والتوظيف والانتاج الاسري والقروي وذلك من خلال خدمة أكثر من 6000 محتاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة وضواحيهما ضمن شروط الواقفين المتضمنة اطعامهم وكسوتهم وايواء الضعفاء منهم وسد الاحتياجات الطارئة لهم، الى جانب انشاء المساجد ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم وأكد المجلس على أهمية تنمية أوقاف الجمعية لتوفير مصدر دائم للصرف على نشاطات الجمعية الخيرية وبما يحقق صدقة جارية للمتبرعين ضمن شروط الوقف.
ـ قرر المجلس اختيار عضو مجلس الادارة الاستاذ عبدالغني محمود صباغ رئيسا للجنة تنمية الموارد المالية للجمعية بالتعاون مع بقية أعضاء المجلس وشخصيات اخرى ذات مصداقية واهتمام بمجال عمل الجمعية الذي يركز على مساعدة المحتاجين على مساعدة انفسهم وتقديم المساعدات المباشرة لغير القادرين منهم على العمل في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ـ وجه المجلس شكره وتقديره لنائب رئيس مجلس ادارة الجمعية الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه على مبادرته بتكليف مركز فقيه للأبحاث والتطوير للقيام بدراسة توفير مجالات عمل وتسويق منتجات الاسر التابعة للجمعية بالتعاون مع المؤسسات الخاصة من منطلق أهمية توفير الدعم اللازم لمشاريع الجمعية المتعلق بدعم انتاج وتسويق منتجات الأسرة المحتاجة.
وفي ختام الاجتماع دعا فقيه جميع القادرين والموسرين ومحبي الخير والاحسان لدعم برنامج الجمعية للخدمات الاجتماعية، لاسيما أنها تلبي مطلبا ملحا يقوم على مساعدة المحتاجين أنفسهم عوضا عن اعتمادهم المتواصل على المساعدات والصدقات.
مشيرا في هذا الخصوص الى ان الجمعية بدأت انطلاقها بمكرمة سامية من لدن خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ بمبلغ عشرين مليون ريال، وبلغ مجموع ايراداتها في عام 1421هـ مليونين و332 ألفا و522 ريالا، كما بلغ مجموع ايراداتها في العام الماضي 1422هـ مبلغ خمسة ملايين و672 الفا و445 ريالا وان أنشطة الجمعية المتعددة تتطلب رفدا دائما ودعما سخيا من جميع القادرين والموسرين حتى يمكن للجمعية مواصلة رسالتها في مجالات الخير التي تؤديها.