DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الكل تبرأ من براقش

الكل تبرأ من براقش

الكل تبرأ من براقش
أخبار متعلقة
 
لم غالبية الفكر عندنا تبعي النمط؟ لم شبابنا يتحرك ضمن الجموع يرى ما تراه الاغلبية فيتبعها وتشعر بان الاستقلالية الفردية مسألة غير واردة عنده؟ بل الادهى شعوره بانه غير معني بالحصول عليها وباكتسابها! الغريب جدا جدا ان الاستقلالية في الفكر مسألة بعيدة المنال في مجتمعاتنا العربية رغم ان معظمها مجتمعات فتية غالبية افرادها دون الخامسة والعشرين وهذه سنين التمرد والعصيان وبروز مظاهرها امر طبيعي انما رغم ذلك لا تسمع اصواتا قوية فتية واضحة وحازمة ومدافعة عن رأي لها منفرد وخاص ومغاير تقوله دون خوف او وجل. انها مأساة حقا وجريمة بحق انفسنا ان نحن سكتنا على هذه الظاهرة التي تقود مجتمعاتنا الى الوقوع في اخطاء تاريخية جسيمة تبقى ملتصقة فينا نتيجة عدم قدرة احدنا للوقوف والاستقلالية بالرأي والتعبير عن هذا الرأي بحرية. الا نعلم بان من ابرز آليات التطور في الغرب هي تلك النزعة الفردية التي ساهم فيها الفكر والتشريع وعززتها الممارسة لاكسابها المشروعية التامة فانطلقت الافكار والابداعات والاختراعات والابتكارات واختفت النزاعات والحروب والخلافات الحادة والعنف الجماعي ونشأ ادب الاختلاف وادب الحوار لقد اطلق العنان للتعددية الفكرية التي هي نتيجة حتمية للاستقلالية الفكرية فكان لابد من خلق اجواء صحية وفضاء واسع لكل تلك الافكار التي ستطرح ورأينا بانفسنا كم ساهمت الافكار الفردية في تطور تلك المجتمعات وكم ابهرتنا صور الكثيرين الجالسين على مائدة واحدة يضحكون ويتسامرون وقد كانوا قبل قليل من اشد الخصوم في منازلات فكرية او سياسية في ندوة او برلمان انها صورة لا نستوعبهالاننا لانعرف عبر صورة رأي واحد يسود وعلى الكل اتباعه والامن خالف هذاالرأي فقد جنت على نفسها براقش ومن منا يريد ان يكون براقشيا؟! انها مأساة وجريمة ارتكبها كبارنا (آباء ومدرسون) في حقنا وخلقوا منا (امعات) ثم نقوم نحن من جديد بارتكاب نفس الجريمة مع صغارنا دون ان يرف لناجفن وكأننا نسخ متكررة من (دولي) النعجة الاشهر في العالم. لا حل للخروج من هذه الدوامة غير ان نبدأ بتدريب صغارنا على سؤال لم يسمعوه ابدا لا في البيت ولا في المدرسة هو ما رأيك انت؟ هذا السؤال الذي لم يطرحه احد علينا ونحن صغار ولم يطرح على احد منا حتى حين كبرنا لا في العمل ولا في تسيير امورنا الحياتية انها حقيقة فليراجع كل منا شريط ذكرياته ويحاول ان يبحث عن احد طرح عليه هذا السؤال اتحداه ان وجد بودنا ان نخلقه واقعا لصغارنا منذ نعومة اظافرهم وليكن سؤالا الزاميا في البيت وفي المدرسة حتى يتعلموا كيف يفكرون باستقلالية بعيدا عن رأي الجماعة وان نهيء اجواء صحية تسمح بالتعددية وبالافكار الجديدة.