يجدر بالعرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تأمل الكلمة الضافية التي وجهها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده لجميع المسلمين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لهذا العام، فقد احتوت على نقاط حيوية يتوجب على كل مسلم الاحاطة بها وتدارسها، فالمسلمون مطالبون وقد تكالبت عليهم قوى الشر والبغي والعدوان من كل صوب لان يعودوا الى خالقهم لتحكيم مبادئ الشريعة الاسلامية الغراء في كل امورهم وشؤونهم، فالالتزام بتلك المبادئ في كل تصرف هو المنجاة من الازمات والخلاص من المشاكل، فما خاب من تمسك بتعاليم الإسلام، وما اندحر من اتخذ منها نبراسا يهديه الى طريق الحق والصواب، فمسؤوليات المسلمين في ظروفهم العصيبة والدقيقة التي يتعايشون معها في هذا العصر تستوجب عليهم ابراز الصور الحقيقية للاسلام، فهو دين رحمة وتكافل وتعاضد وتناصر، دين يحث على التسامح والمحبة والسلام والوئام والأمن والرخاء والاستقرار بين كافة المجتمعات البشرية، فهو نزل للبشر جميعا لانقاذهم مماهم فيه من ضلال، دين يصون النفس من شرورها وطغيانها، ويحرم الاعتداء على الناس او ارهابهم او ترويعهم، ويدعو الى عمارة الكون، فالمسؤولية الكبرى التي تقع على كاهل كل مسلم في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها الامة الاسلامية هى تبصير من عمت عيونهم عن الحق الى جوهر الاسلام وفضائله ومكارمه ومحاسنه، فأعداء العقيدة الاسلامية يحاولون اليوم النيل من مبادئها العظمى منتهزين فرصة الاحداث الارهابية التي وقعت في الولايات المتحدة في العام المنصرم وقد تورط فيها بعض من ينتسبون الى الاسلام وهم بريئون منه لتشويه صور الاسلام الناصعة، ولخلط الاوراق امام الرأي العام العالمي، واقحام الاسلام والمسلمين في تلك العمليات الاجرامية الارهابية، فتصحيح الصور المغلوطة عن العقيدة الاسلامية والمسلمين مهمة صعبة لابد ان يضطلع بها كل مسلم غيور يريد اعلاء كلمة الله ودحر الباطل والانتصار لعقيدة تكفل رب العزة والجلال بنصر اصحابها ان نصروه مصداقا لقوله تعالى في محكم تنزيله الشريف: (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).