كنت اقول بالأمس ان قصور اعلامنا في ممارسة مسؤولياته الاجتماعية وقصور العديد من المؤسسات الاجتماعية الحكومية في الكشف عن كثير من مظاهر تحولاتنا الحياتية سواء الفقر او الطلاق او الخلل في نظم التنشئة الاجتماعية على مدى عقد الثمانينات الميلادية اسهم ليس في تناقضات مخيفة في رؤوسنا عن واقعنا فحسب، وإنما افرز فواجع قد يحتاج علاجها للكثير من الجهد الحكومي الآن بعد ان تضافرت متغيرات عدة في تحضيرها بالشكل الذي يصعب فيه على وزارات الشأن المحلي معالجتها او التصدي لها.. كنا فعلا بحاجة لمواطن مسؤول كالأمير عبدالله لكي تنتقل الكاميرا لتلك الاحياء ولتصور لنا مظاهر البؤس وقد علتها فرحة غامرة رسمتها وجوه اولئك البشر المواطنين وأميرهم يتحسس الرؤوس ويطمئن الكبار والصغار بأنه سيكون حفظه الله بينهم وبين الفقر ما امكن.. فالأمير رجل واقعى يعرف ظروف بلده الاقتصادية وحجم الكثافة السكانية الراهنة ولايعد كثيرا بأن الدولة وحدها مسؤولة عن الحد من هذه الفواجع.. وواقعية الامير عبدالله ليست بالمستغربة منه وهو يعايش يوما بيوم وكل ثلاثاء هموم وتفاصيل معيشة اخوانه المواطنين.. وكونه يبادر لدعم هذا الصندوق بتبرعه الشخصي يؤكد على ان المسؤولية تجاه هؤلاء وغيرهم من المعدمين والمعوزين في بقية مناطق المملكة هي مسؤولية اجتماعية تتساوى فيها الدولة بأجهزتها الاجتماعية المعنية والمواطنون الموسرون، ليس لأن الظاهرة تفوق امكانات الدولة ولكن لأن تنامي مسألة الفقر تدفع ضريبتها الدولة والمواطن على السواء وبالاخص في الابعاد الامنية والاخلاقية وغيرها من خروقات الحياة الاجتماعية التي تولد في بيئات كهذه لاتتوافر لها الاحتياجات الاساسية لحياة كريمة.
المهم على اية حال، ما سجله سمو ولي العهد ـ اعزه الله ـ لنا كاعلاميين وكمسؤولين معنيين بادارة واقعنا الاجتماعي والتعامل معه ميدانيا وهل من الممكن الآن لصحافتنا وتليفزيوننا وقياديي المؤسسات المعنية بأحوال المجتمع والناس التحرك بمسؤولياتهم الى اوساط الناس العامة بالبحث والدراسة الجادة والتوصيل الأمين لواقع الناس لصناع القرار في الدولة.. يجب ان نكون واقعيين ونمارس الحب فعلا لهذه البلاد بالافعال لا بالشعارات.. وكل عام والامة بخير.