لقد اتضح للجميع ان المملكة العربية السعودية قصرت على نفسها ومدت يدها للآخرين - رغم جحود الكثير من هؤلاء الآخرين - فما شهدناه من فقر عند الكثير من الاسر في بعض مناطق الرياض - وهي العاصمة - في زيارة سمو الأمير عبدالله الأخيرة عقد الألسن وجعلنا نتساءل عن حال المناطق النائية التي قد تغيب عن المتابعة المركزية، وقد لحقت هذه الصدمة بصدمة اخرى ادهشتنا قبل عدة شهور حين شاهدنا صور مدارس مدينة مكة التي نشرتها الصحف السعودية بعد نشوب الحريق في احدى مدارسها لقد كان حالها مثار دهشة واستغراب للجميع بما فيهم نحن الخليجيين. ولا يتناسب مع الصورة المرسومة في اذهان من هم خارج المملكة. فمن يصدق ان مدارس حكومية في دولة متعارف على انها من اغنى الدول بذلك الشكل القديم . ومن كان يصدق ان هناك سعوديين يعيشون في بيوت كتلك التي رأيناها على شاشة الام بي سي؟!
المملكة العربية السعودية واحدة من الدول التي قدمت واعطت مساعدات مالية وعينية بلا حدود لأشقائها العرب والمسلمين، وما من كارثة تقع في اي من تلك الدول الا وتلتفت الانظار للشقيقة الكبرى طلبا للعون والمدد، وهي ايضا - مع الاسف - واحدة من الدول التي لاقت في كثير من الاحيان نظير تلك المساعدات جفاء ونكرانا للجميل، لا لشيء الا لأنها دأبت على اخفاء ما تقدمه يمينها عن شمالها، وعموما ذلك دأبنا نحن اهل الخليج، ومع ذلك فإنها لم ولن تتوقف عن نهجها الذي اعتادت عليه وآمنت به والى هنا يبدو الامر طبيعيا خاصة اذا اقترن مع النظرة السائدة لدى العالم العربي والعالم الاسلامي بكون المملكة من الدول الغنية التي حباها الله موارد لها عائداتها المالية الضخمة خاصة اذا كانت احتياجات اهل المملكة وبنيتها الاساسية قد اكتملت اما وقد رأينا جميعا وفي اعلامها الرسمي وفي الفضائيات - وقد تكون للمرة الاولى - ما كان غائبا عنا ونحن القريبين من المملكة فما بالكم عند غيرنا من الدول العربية والاسلامية؟ من احتياجات واولويات لاهل البيت لم تلب بعد فاننا وبكل اخلاص نقول لكم انه قد آن الأوان ان يكون (دهنكم في مكبتكم) وان ذلك لن يؤثر على دور المملكة الريادي سواء كان على الصعيد السياسي او على صعيد تقديم المعونات، انما هناك اولويات آن اوانها ولم تعد تحتمل التأخير، نقول ذلك ونحن نعرف ان ما قدمته السعودية للآخرين شيء لا ينكر ولا يمكن ان يمحوه (تقصير) آني تفرضه عليها الحاجة لترتيب البيت الداخلي.