سعادة رئيس التحرير.. بعد التحية
عبر هذه الصفحة التي اضحت منبرا للجميع وصوتا للمواطن ارجو ان اجد لهذه المشاركة مكانا خاصة وانها ترتبط بقطاع انساني وهام:
تعد مهنة التمريض من المهن الطبية التي تلعب دورا مهما في مجتمع اليوم يعتبر التاريخ شاهدا بما سطرته هذه المهنة على صفحاته، يشهد بذلك الحاضر، يبني عليها المستقبل آماله قد كان لنا في امهات المؤمنين ونساء الصحابة اسوة حسنة اللاتي شاركن في العديد من الغزوات، واذكر على سبيل المثال:
كعيبة بنت سعد الاسلمية الى شاركت رسول الله في غزوة بدر واحد والخندق ونسيبة ام عمارة ورفيدة الاسلمية التي اختارها رسول الله لتعمل في مستشفى حربي تمرض وتطبب من خلال خيمة متنقلة، فهذه النخبة عبارة عن نموذج ناجح للممرضة المسلمة التي ساهمت في الحرب كما ساهمت في السلم انها مهنة مسؤولة تعنى بالجانب الانساني فهذه الممرضة وطابعها الانساني فهي كالسراج الصغير الذي يضئ للاخرين. فقد كانت تمسك سراجها بالليل لتتجول داخل الخيام لتضمد الجرحى وتعتني بهم، مضت قرون عديدة على ذلك احتلت الممرضة خلالها مكانا مرموقا ومتميزا.وها نحن اليوم نعتز ونفتخر بالممرضة ويومها العالمي فهذه المناسبة ماهي الا نافذة نواصل من خلال مشاركتنا في ملحمة البناء والتطوير وقناة اتصال فعالة في المجتمع ومايزيد هذا اليوم بريقا واعتزازا هوانه يوافق مرور عشرين عاما على تولي مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود رائد التعليم الاول مقاليد الحكم فقد كان حفظه الله خلف هذا النجاح منذ ان كان اول وزير للمعارف وحتى يومنا الحاضر.لم تبخل حكومتنا الرشيدة باستثمار كل طاقاتها في هذا القطاع، حيث سخرت كل الامكانيات اللازمة حتى تقود سفينة النهضة الى الامام، فبذلت الكثير من الوقت والجهد والمال والخبرات التى تم انتقاؤها بعناية، فهدفها الذي وضعته نصب عينيها هو المحافظة على الصحة، فاتخذت جميع الخطوات اللازمة لهذه الغاية ففي هذا الاطار قامت كل من وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي في بتعزيز هذا المنطلق وتحسين مستوى الصحة وتوفير فرص العمل.. نظرا للحاجة الماسة للايدي العاملة في مجال التمريض، فقامت كل منهما بتنمية الموارد البشرية وتشجيعها وزيادة الوعي الصحي مع الارتقاء بالاداء والتأكيد على اهمية الاخذ بمبادئ الثقافة والاخلاقيات المهنية واستحداث برامج التعليم والتدريب الطبي والصحي المستمر فتظهر الاحصائيات لعام 1419هـ ان نسبة السعودة في المملكة هي (18.7%) على النحو التالي في مجال التمريض حيث ان معدلات السعودة في وزارة الصحة في مجال التمريض تبلغ 26.9% واما في القطاعات الحكومية الاخرى فهي تبلغ (13.4%) وفي القطاع الخاص فانها تبلغ (1.1%) ولكي تتحقق نسبة السعودة في مجال التمريض حتى تبلغ (50%) فان ذلك يتطلب رفع عدد الخريجين في مجال التمريض الى اربعة امثال العدد الحالي لكي يصل عددهم في عام 1466هـ الى 3858 خريجا. ولعله من المفيد في هذا الصدد ان تبادر المؤسسات التعليمية الوطنية في مساندة الجهود الرامية في فكرة التوسع، فعملت على زيادة استيعاب الكليات والمعاهد الصحية وتطوير قدراتها فلم يعد التمريض قاصرا على المعاهد والكليات الصحية بل تجاوز ذلك ليشهد الجامعات ففي عام 1976م اسست جامعة الملك سعود بالرياض اول برنامج في تخصص التمريض تمنح فيه درجة البكالوريوس تستغرق مدة الدراسة الاكاديمية فيها اربع سنوات تتبعها سنة تدريبية وفي عام 1980م اسس مثل هذه البرنامج في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. ثم في جامعة الملك فيصل بالدمام عام 1988م على التوالي، فكل منها يصب في اطار السير نحو تحقيق الافضل في مجال تخصص التمريض. وليس من قبيل المبالغة القول بان تخصص التمريض يعتبر واحدا من اهم التخصصات بجامعة الفيصل فقد تجاوزت الجامعة دورها في تخريج الكوادر التقليدية المدربة الى دور اوسع باعتبارها عنصرا فاعلا في سباق التطور الحضاري الذي تخوضه البلاد وعلى مختلف المسارات فقد حافظت الجامعة على المنجزات العظيمة التي تحققت في السنوات الماضية وفي الوقت نفسه تفاعلت مع التحولات المعاصرة.فقد حرصت الجامعة منذ تأسيس قسم التمريض بكلية الطب والعلوم الطبية عام 1409هـ ـ 1410هـ على تنفيذ البرامج التعليمية والتدريبية ومنح درجة البكالوريوس في التمريض حتى تتواكب مع عصر النهضة وتحافظ على هدف توصيل افضل خدمة علاجية والرفع من مستوى الخدمات الصحية، واعداد كوادر سعودية يكن اكثر قربا وتفهما للابعاد الدينية والاجتماعية والثقافية التي تؤثر على مدى تقبل الفرد والاسرة والمجتمع للرعاية الصحية الشاملة في كل حالات الصحة والمرض. علما بان الجامعة سوف تقوم بانشاء كلية تمريض قائمة بذاتها وانشاء برنامج للدراسات العليا لمنح درجتي الماجستير والدكتواره في التمريض .. يطيب لنا في هذه المناسبة ان نهنئ الجامعة وتواصلها اللامحدود ممثلة في معالي مدير الجامعة د. يوسف الجندان ومنسوبيها فلو حاولنا ان نقف على ما تقدمه او ان نحصي خدماتها الجليلة التي فاقت كل التصورات لما استطعنا وحسبنا ما ذكرناه اشارة لنا ليكون دافعا لمواكبة هذا الجهد الموفق واشعاره بالصورة المثلى. فلدينا الثقة الكبيرة في مستقبل التمريض في مملكتنا الحبيبة.. فنحن نثق بالله عز وجل وهذا يدفعنا لمستقبل افضل. وادعو الله في الختام ان يحفظ بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء وان يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على جهوده وسعيه الدؤوب في خدمة هذه البلاد.
العنود احمد