قد يكون الالم واحدا والتعب واحدا.. والنزيف المرهق مشاع لكل الناس كالحزن تماما.. ولكن الفرق غالبا بين انسان وآخر.. هو قوة الاحتمال.. والصمود والصبر.. وهناك من يسقط سريعا.. ولا يقوى على احتمال الكوارث والصعاب.. وهناك من يستطيع الثبات فترة اطول.. ويقاوم.. ويصنع باصراره حائطا بينه وبين اليأس.. وكلما مرت الايام كبر هذا الحائط وازداد شموخا وصلابة ولا يمكن الانسان ان يبني فاصل الشموخ بينه وبين اليأس الا بالايمان والصبر..
@@ وكل الذين تعبوا كثيرا.. كانوا قد صبروا اكثر.. ومن فرط معاناتهم تعايشوا مع آلامهم والفوها ولم تعد تشكل لهم احباطا.. او تراجعا.. فالاحتراق الدائم اصبح وقودا لتخطيهم الصعاب وتجاوزها والاستمرار في تحمل الالم بقدرة هائلة وبهذا يتحول الضعف الى قوة.. واليأس الى امل.. والهزيمة الى نصر.
@@ والذين ينامون ملء عيونهم.. هم اولئك الصابرون القادرون.. على التسامح والحب والرخاء..
@@ ومن يبيت مظلوما خير الف مرة من الذي يبيت ظالما فالمظلوم مهما تالم واحتمل ظلم الاخرين يمكنه ان ينام هادئا مرتاح الضمير والقلب قانع بما كتبه الله له في هذه الدنيا.
@@ ولكن الظالم لا ينام.. ولا يأمن.. ولا يرتاح.. وعقابه في الدنيا.. والآخرة معا اشد قسوة من ظلمه للآخرين ومهما تصلبت وقست قلوب الناس وتفاقم ظلمها لبعضها بعض.. الا انها بطبيعتها تكره الظلم والظالمين والحقد والحاقدين والكره والكارهين والحسد والحاسدين ولكنها تنشد السلام والحب.. والامان..
يا أمان الخائفين