DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ليت "الشافعي" يزور الحرمين.. اليوم

ليت "الشافعي" يزور الحرمين.. اليوم

ليت "الشافعي" يزور الحرمين.. اليوم
أخبار متعلقة
 
يقول الإمام الشافعي: (دخلت الكوفة فرأيت بوابة بيوتها قد طليت بماء الفضة, وقد ظهرت على أهلها علامات اليسر, فاضت أطعمتهم فألقوا بعضها في الطرقات, فتذكرت أهل المدينة وشظف عيشهم, وان أحدهم ليمص نوى التمر قبل ان يلقيه, ففاضت عيناي بالدمع). حادثة أخرى ينقلها صحفي ياباني زار مكة المكرمة عام 1926 بعد ان أشهر اسلامه, وكتب يصف ما رآه: (لقد ساءني ان أجد هذا المكان المقدس عند ملايين المسلمين وقد انتشرت في القاذورات, ولم يكن بالامكان الشرب من ماء زمزم لكثافة أعداد البعوض فوق سطح الماء).. انتهى. قارن بين ما جرى في عهود مضت في الدولة العباسية التي عاشها الشافعي ذات الثراء الطائل, وبين اهمال الحرمين كما وصفه الإمام الشافعي, وقل مثل ذلك في بداية القرن العشرين قبل ان تتولى المملكة شؤون الحرمين, حيث سبقت عمارة مكة والمدينة اعمار العاصمة (الرياض) بعشرين عاما فقد بدأ بناء المبنى الجديد للحرم الشريف في عام 1954 ولم تشهد الرياض نهضتها الحقيقية إلا في منتصف السبعينيات الميلادية, وهو فتح انفاق تصل وديان وشعاب معزولة عن الحرم مما أدى الى زيادة المعروض (الاسكاني) لاستيعاب الاعداد الغفيرة من الحجاج والمعتمرين, ولا تسأل عن تكلفة مثل تلك المشاريع من انفاق وجسور وخدمات مصاحبة. (الأمن) ظاهرة لافتة للنظر, فلا تجد بين ثلاثة ملايين حاج ومثل ذلك في رمضان من المعتمرين اثنين يتعاركان, وأكثر ما يمكن ان يحدث هو الحديث بصوت مرتفع عند الاختلاف لا يلبث الناس ان ينهوه بالتدخل السريع قائلين (حج ياحاج) وينتهي كل شيء. وأما حوادث السرقة والنشل فان أجهز الأمن المتيقظة والمنتشرة حتى داخل الحرم قد حدت منها وتتابعها بانتباه وجاهزية تامة. (الأجواء الروحانية) هي ابرز اشكال العناية بالحرمين تشرف عليها هيئة من العلماء والأئمة ومن تابع خطبة آخر جمعة في رمضان وما تضمنته من معان جامعة لشؤون الساعة وضرورة انعاش همم الناس وعدم الاستسلام لليأس فانه يجد ان في الحرم إدارة ثقافية ذات احساس مرهف باحتياجات المسلمين من التوعية, جنبا الى جنب مع حاجتهم للعبادة في خشوع تام. لا بد من وقفة تقدير لجهود دولة يدخلها ملايين البشر كل عام مع ما يعنيه ذلك من احتمالات اضطراب التركيبة السكانية في دولة نفطية يطمح للعمل فيها الكثيرون مثل حال سائر الدول التي تجاهد للحد من الهجرة غير المشروعة بنشر الحراسات على الحدود كما تفعل أوروبا مع المهاجرين يقابل ذلك ان المملكة مضطرة وسعيدة بفتح حدودها لاستقبال عشرات الملايين في كل عام ومع ذلك نجحت في تفادي حدوث فوضى فتم تنظيم الدخول والخروج بأقل درجات التسرب, بما يشير الى حجم التنظيم ودقته. لا أريد ان اشير هنا الى تجارب دول أخرى في الحاضر, ولكنني استذكر مثالي الدولة العباسية, دولة هارون الرشيد, والعهد الذي أشار اليه الصحفي الياباني, وأردد قوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث).