اتهمت صحيفة عراقية رسمية أمس لندن بالتخطيط مع واشنطن لاعادة احتلال العراق. وقالت صحيفة الثورة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق ان بريطانيا التي طردت من العراق عام 1958 مازالت تطمع فيه وتحلم بعودة الاستعمار اليه وهذا هو معنى اصطفاف حكومة (رئيس الوزراء البريطاني توني بلير) مع ادارة (الرئيس الامريكي جورج بوش) في التهديد بغزو العراق واحتلاله. وتعتبر بريطانيا اقرب حلفاء الولايات المتحدة وتشارك طائراتها الطائرات الامريكية في مراقبة منطقتي الحظر الجوي اللتين اقامتهما شمال العراق وجنوبه. واشارت الصحيفة العراقية الى ان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو قد نشر مؤخرا مقالة في صحيفة نيو ستيتمان الاسبوعية اليسارية البريطانية اعترف فيها ان بريطانيا اقترفت اخطاء خطيرة وقال ان الكثير من المشاكل التي ينبغي علينا تسويتها الان هي من نتائج ماضينا الامبريالي. وقالت الصحيفة العراقية في افتتاحيتها أمس ان التبريرات التي قدمها وزير خارجية بريطانيا حول الاخطاء التي ارتكبتها بلاده في الماضي جرائم عن عمد وليست اخطاء. واضافت ان الاستعمار هو جريمة في حد ذاته والا فماذا نسمي احتلال بلد بالقوة ونهب ثرواته واستعباد شعبه ؟ اهو مجرد خطأ ؟ بل ان الاستعمار جريمة مركبة. وتابعت الثورة ان جرائم بريطانيا في العراق لا تقتصر على الطريقة المجحفة التي رسمت بها حدوده بل هناك سلسلة طويلة ومتداخلة من الجرائم لم نذكر منها هنا سوى ما وقع في حقبة الاحتلال المباشر. وكان سترو في عرض للأخطاء التاريخية التي ارتكبتها بريطانيا في المقابلة في 15 نوفمبر الماضي قد اعتبر ان الكثير من المشاكل التي ينبغي علينا تسويتها الآن هي من نتائج ماضينا الامبريالي.