DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

هل نملك نحن هذا الجلد؟

هل نملك نحن هذا الجلد؟

هل نملك نحن هذا الجلد؟
أخبار متعلقة
 
شد انتباهي اهتمام التحقيق الصحفي المصور المنشور يوم عيد الفطر في جريدة (اليوم) عن دار الأيتام بالدمام بإبرازه الجانب الرعائي الحكومي لهذه الفئة البشرية فحسب وغاب عنه الاهتمام بالجانب الاكثر اهمية وهو حالتهم النفسية. فمن مسئولية أي دولة أن تعطي هذه الفئة الرعاية السكنية والتعليمية والصحية وتوفير باقي الاحتياجات المعيشية كالمأكل والملبس، انما حين يتعلق الأمر بفئات خاصة كالأيتام فإن الأولوية تكون لرعاية من نوع آخر لا يمكن لأي دولة في العالم أن توفرها مهما كان قدر امكانيات هذه الدولة ونواياها الحسنة! فهذه الفئة تحديدا تحتاج لرعاية مجتمعية من نوع خاص قبل أي شيء آخر، فبفقدانها لوالديها تكون هذه الفئة قد فقدت حلقة الوصل الرئيسية بباقي أفراد المجتمع، اذ عن طريق الوالدين يتصل الطفل بمجتمعه وتبدأ حلقة الوصل الأولى بأفراد الاسرة الصغيرة (أم وأب وأخوة وأخوات) ثم تتسع الدائرة مع أقارب الأسرة ثم الجيرة ثم المجتمع الكبير، وحين فقد هؤلاء حلقة وصلهم انعزلوا تماما عن المجتمع وتلك هي معضلتهم الحقيقية، وذلك هو احتياجهم الرئيسي. حقيقة لا أدري عن علاقة مجتمع الشرقية بدار الأيتام في الدمام لكن دعوني أحدثكم عن تجربتي مع دار الأيتام في البحرين ودار التأهيل الاجتماعي الخاصة بالأطفال شديدي التخلف، وهما فئتان تركهما أهلهما اما قسرا (بالموت أو غيره!) أو اختيارا كما هو حال أطفال التخلف الذهني، قاطنوا هذه الدور ملأى خزائهم بالهدايا واللعب، وملابسهم جديدة، وخدماتهم متوفرة بدرجة خمسة نجوم، لكنهم اسرى الحزن والاكتئاب ولحظة الفرح الحقيقية التي يعيشونها هي لحظة دخول انسان ـ أي انسان ـ غير مسئولة الدار! فهم يهللون ويضحكون ويستبشرون بأن أحدا من خارج هذه الجدران الأربعة تذكرهم، لا ينظرون لما في يديه ابدا ان كان نقودا أو لعبا، بل ينتظرون منه المكوث ولو قليلا معهم، وهذه رعاية تسمى (الحب) ـ مع الأسف ـ لا تستطيع أي دولة في العالم أن توفرها لهم! علمت من مسئولي هذه الدور بأن أكثر الفئات اهتماما بهؤلاء الأطفال هم الأجانب؛ (آسيويين وغربيين) ومن ثم يأتي من بعدهم أطفال المدارس الخاصة لأن لديهم مقرر (الخدمة الاجتماعية) فهم لا ينهون مرحلة الدراسة الثانوية دون أن ينجزوا ساعات عمل تصل لمدة شهرين أحيانا من العمل التطوعي في أي مؤسسة رعائية والعديد منهم يختار احدى هاتين المؤسستين، لذا فقد نشأت علاقة حميمة بين أطفال الدار وطلاب هؤلاء المدارس، وقد كان مشهدا لن يمحى من ذاكرتي تعلق الأطفال الأيتام الذكور بأحد الطلبة حين قرر المغادرة بعد أن أعطاهم دروس تقوية في الرياضيات ولعب معهم كرة القدم في آخر زيارة له وقد انهى المقرر!! واسأل مسئولة دار التأهيل عن نوع الرعاية التي يقدمها الأجانب، فتجيب انهم أكثر الناس سماحة وطول بال وصبرا وجلدا بل والاهم من هذا كله بأنهم الأكثر استمرارا في العطاء، فجماعتنا (العرب والمسلمين) زيارتهم حماسية في البداية ثم لا يلبث ان يخف الحماس ثم يزول فلا نعود نراهم، انما خذي مثلا هذه الطفلة واشارت الى طفلة جسدها مقيد بأكمله بكرسيها المتحرك تبلغ الثانية عشرة من عمرها، أهلها تركوها هنا أو بمعنى أصح رموها هنا انما دأبت سيدة عجوز أجنبية على زيارتها مرة في الاسبوع منذ سنوات طويلة تأخذها في جولة حول الدار وتجلس معها بالساعات تحدثها وتطعمها بيدها ولك أن تتخيلي فرحة هذه الطفلة كلما اقبلت هذه السيدة من باب الدار فنحن بالكاد نهدىء حماسها وسعادتها!! هل لدينا نحن هذا النوع من الجلد والصبر؟ وهل نتصدق به على هذه الفئة؟ وهل ندرك أن هذا النوع من الرعاية هوما ينقصهم فعلا؟ لا أدري... الجواب عندكم!