من حق كل عنصر من عناصر الفريق ان يبدي رأيه ويعبر عنه بالشكل الذي يناسب الحال.. لا أحد منصف يقف مع أي اتجاه يصادر حق أي من أولئك في ابداء رأيه والتعبير عنه.. ولكن تحت اي ظرف لا ينبغي ان ينحدر التعبير عن الرأي الى ذلك الحد الذي صرنا نعايشه في كثير من التصريحات الصحفية والمقابلات المطولة للاعبين سواء من اعتزل منهم او على وشك الاعتزال او لا يزال في الخدمة...
فكل موقف شخصي من مدرب او مسؤول إداري او رئيس للنادي سرعان ما يتحول في تلك اللقاءات الى صيغ من الاساءات المتجاوزة.. مع ان أسلوب كهذا لا يمكن ان يحقق له المردود الذي يبحث عنه! فبمثل ذلك السلوك إنما يقدم نفسه بصورة مسيئة لعموم القراء ولخاصة المنتسبين لناديه, ويثبت موقفا سلبيا في علاقته بذلك الطرف والمؤيدين له والمتعاطفين معه! ويجلب لنفسه من المضار أكثر من المنافع التي يأمل! هذا فضلا عن ان التروي في أسلوب التعبير مع مثل أولئك الناس الذين سبق لهم خدمته والاشراف على نشاطه في ناديه.. هو تعبير غير نبيل عن ذاته وكشف نفسي مسيء!
وبدون استعراض بعض الحالات التي قرأنا خلالها بعض التجاوزات المرفوضة في أسلوب التعبير مما نشر مؤخرا في عدد من الصحف المحلية ومنها هذه الصحيفة لأننا لسنا في مقام حصر كل الحالات التي من الصعب حصرها ومن غير العدل التركيز بالاسم على بعضها دون بعض.. لا يتمنى المتابع ان تشجع الصحف هذا المستوى من التعبير واشاعته وتقديمه كنموذج صريح (زعما) لما فيه من التحريض على عدم التزام أدب الحوار والتعبير عن الرأي في وقت لا يزال مجتمعنا الرياضي يشكو بحق من مشكلة معقدة بخصوص الحوار بين المتنافسين والأقران من مسؤولي الأندية او عمق المنتسبين اليها او حتى الإعلاميين وسواهم مما يراكم الكثير من التبعات الممقوتة.. والتي معها تتعقد العلاقات وتتأزم المواقف بما يسيء الى تفاصيل العمل الرياضي الموسمي ويجعل منه هما ثقيلا في النفوس منحرفا بذلك عن كونه مضمارا رياضيا وشبابيا وطنيا منتجا يسير في اجواء من احترام الذات والآخر الى غاياته السامية.
قرات بعض تصريحات اللاعبين المسيئة بالاسم لزملاء لهم, كما قرأت تصريحات اخرى مسيئة حتى لرؤساء أنديتهم.. وان كنت اتفق مع مبدأ الحوار او إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن الرأي خصوصا لمن وقع بحقه منهم ظلم ما.. او تأذى شخصيا من خطأ متعمد من مسؤول إداري او رئيس للنادي او مدرب او غير أولئك .. ولكن في حدود التزام قيم أدب الحوار والتعبير المسؤول عن الرأي.
ومؤخرا قرأت في صحيفة محلية تصريحا لاحد اللاعبين العائدين للتو من ايقاف سابق يهاجم فيه مدربا جديدا لفريقه لم يصل الى البلاد بعد!!
يعني اصرار منه وتصميم على التحضير للخلاف والايقاف القادمين!! ولا أدري كيف لا يتعرض مثله للايقاف والعقوباتب وهذا هو حاله حتى قبل ان يرى وجه مدربه الجديد؟
ربما نجد قدرة على تفهم معنى قوع أمثال اولئك اللاعبين في تلك الأخطاء السلوكية لأسباب تربوية عائدة في بعضها لظروف التنشئة وغيرها.. ولكن ما لا يسعنا فهمه هو ضعف تأثير الدور الإداري والإعلامي ومحدودية حضوره لاعادة تصحيح مفاهيم أولئك الإغرار وتوجيههم بما يحقق عملا نبيلا يخدم مستقبلهم ويحقق هدفا وطنيا بصيانة سلوكيات أبنائنا الذين يؤدون أدوارهم الوطنية الرياضية في كل حضور داخلي وخارجي مع فرق أنديتهم ومنتخبات بلادهم على السواء.