أوضح مدير عام الدفاع المدني اللواء سعد بن عبد الله التويجري بأن صدور الأمر السامي الكريم المتضمن استمرار العمل بمنع استخدام الغاز بالمشاعر المقدسة خلال مدة الحج لهذا العام 1423هـ. يأتي تجسيداً للدور الذي تتطلع به الدولة أيدها الله في تنفيذ منظومة من الإجراءات المبنية على أسس علمية تحقق بإذن الله حماية أرواح حجاج بيت الله الحرام والعاملين في المشاعر المقدسة وممتلكاتهم وتسهيل سبل أدائهم لشعائرهم بكل يسر وسهولة.
وقال التويجري ان هذا القرار مبني في الأساس على ما توصلت إليه البحوث والدراسات العلمية من نتائج وتوصيات قام بها العديد من الباحثين والخبراء يمثلون العديد من المنظمات والمؤسسات العلمية والأكاديمية سوياً، وهذه القدرات العملية من داخل المملكة ومن خارجها جميعهم يتفقون على خطورة استخدام الغاز في المشاعر المقدسة.
وأشار مدير عام الدفاع المدني إن ما وصلت إليه الدراسات وما أوصى به الخبراء والباحثون يتوافق مع ما نملكه نحن رجال الدفاع المدني من خبرة عملية في هذا المجال وما قد عشناه وعايشناه من أحداث وتجارب أوصلتنا في النهاية إلى الاقتناع التام ان المجازفة بأرواح البشر ليس من السهولة وان الاحتياط والاحتراز ضد أخطار الغاز خصوصاً أمر يتطلبه الموقف.
وهنا اذكر حادثة لا تزال عالقة في الذهن على سبيل المثال لا الحصر وقعت أثناء تصادم شاحنة ممتلئة بالغاز تسير على الطريق المؤدي من الزيمة إلى الجموم مع سيارة أخرى وذلك قبل عدة سنوات ورغم انه قد أمكن بفضل الله احتواء الحادثة واتخاذ كافة الإجراءات بمنع انفجار الغاز إلا ان قدر الله نافذ لا مرد له حيث حدث ما لم يكن في الحسبان وهو حدوث شرارة بفعل كهرباء ساكنة أدت إلى اشتعال مع غاز بسيط بقي في الشاحنة لا يتجاوز "51%" أحدث انفجارا هائلا ومدويا نجم عنه استشهاد واصابة خمسة من رجال الدفاع المدني وتلف لبعض الآليات والمعدات واحتراق كامل المنطقة المحيطة بالحادث هذا كله بفعل غاز بسيط لا يتجاوز كميته "1%". فليتصور ان يحدث هذا لا قدر الله بالمشاعر المقدسة وهي منطقة محدودة تكتظ بالبشر والسيارات والآلاف من انبوبات الغاز لا شك انها ستكون كارثة عظيمة لذلك جاءت التوجيهات السامية بالمنع كإجراء وقائي لمنع حدوث مثل تلك الحوادث والحفاظ على سلامة الحجاج.
وحكومة خادم الحرمين الشريفين وفقها الله قد وفرت ولله الحمد البديل من خلال توفير المواد الغذائية وتحديد أماكن معينة للطبخ لا تمثل أدنى خطورة على السلامة العامة.