تسعى دول الأوبك الرئيسية وفى مقدمتها المملكة إلى تبديد المخاوف الغربية من احتمال حدوث نقص حاد فى إمداد النفط بالسوق العالمية حال اندلاع مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة والعراق.
ويرى محللون اقتصاديون أميركيون إن بإمكانية المملكة زيادة الإنتاج لاعادة التوازن الى السوق العالمية حال نشوب الحرب لان بنيتها التحتية البترولية تؤهلها للقيام بذلك بوصفها اكبر مصدر للنفط باوبك.
ويرى مسئولون بوزارة الطاقة الأميركية ان المملكة هى الوحيدة القادرة على اعادة التوازن الى سوق النفط العالمية حال ارتفاع الأسعار بعد اندلاع المواجهة العسكرية بين العراق والولايات المتحدة. في إشارة إلى إمكانية ضخ أكثر من مليونى برميل من النفط الخام بالأسواق العالمية.
وقال روبنسون ويست رئيس مؤسسة بتروليم فينانس بواشنطن ان السعودية تعتبر البنك المركزى للنفط فى السوق العالمية مشيرا الى أن الرياض يمكنها الحفاظ على استقرار الأسواق النفطية ومواجهة أى نقص فى امدادات النفط.
وأوضح ويست أن النفط السعودى يقوم بدور حيوى فى دعم الاقتصاد الأميركى مشيرا الى أن الدور السعودى يمكن ان يتقلص حال توافر المزيد من مصادر امدادات نفط منافسة للسعودية.ويستبعد غالبية الخبراء الاقتصاديين بالولايات المتحدة وأوروبا تقلص الدور السعودى فى سوق النفط العالمى نظرا للاحتياج المتزايد للنفط وقلة مساهمة مصادر الطاقة الأخرى فى متطلبات عملية التنمية.
وقال لارى جولدشتاين رئيس مؤسسة ابحاث صناعة البترول ان عودة العراق بقوة الى السوق النفطى يقلق دول اوبك الرئيسية لان زيادة الانتاج العراقى الى خمسة ملايين برميل يوميا سوف تؤدى الى انخفاض أسعار النفط نتيجة زيادة المعروض.
ومن جانبه طالب كونراد بيرنز عضو لجنة الطاقة بمجلس الشيوخ الأميركى ادارة الرئيس بوش بزيادة استثماراتها فى سوق الطاقة بروسيا التى تعتبر ثامن اكبر احتياطى نفطى فى العالم لتقليل الاعتماد على نفط منطقة الشرق الأوسط بصورة رئيسية.
من ناحية اخرى أشارت صحيفة نيويورك تايمز الى ان الولايات المتحدة ستواصل الاعتماد على النفط السعودى لتأمين احتياجاتها من الواردات النفطية خاصة لما تملكه المملكة من سعة إنتاجية وتصديرية ضخمة. وتصدر السعودية الى الولايات المتحدة نحو 51بالمائة من احتياجاتها النفطية لكن قوة الموقف النفطى للمملكة يكمن فى قدرتها على تعويض أي نقص يحدث فى الإمدادات الدولية للخام نتيجة توقف إنتاج اى دولة مصدرة حتى لو بلغ النقص عدة ملايين من البراميل يوميا فضلا عن امتلاكها اكبر مخزون نفطي فى العالم.
