هذا كتاب قيم صنفه الأمير الدكتور سلمان بن سعود بن عبد العزيز يصور سيرة ملك تغنى فيه أبرز الشعراء في المملكة وعدة أقطار عربية أخرى فقد عرف عنه - رحمه الله- حبه الشعر وتقريبه الشعراء فجاءت هذه الاضمامة النادرة في أجزائها الثلاثة تروي في أدق تفاصيلها وجزئياتها سيرة ملك تحدث بشجاعته وكرمه وأنفته الركبان, وعرفته شعوب العالم قائدا مقداما اشترك مع والده المؤسس منذ عام 1337هـ وحتى عام 1353هـ في عمليات توحيد أجزاء المملكة المترامية الأطراف كما عرفته أيضا مخططا دقيقا تمكن باقتدار من وضع بلاده في مكانها اللائق والمرموق بين دول العالم المتقدمة وكان لمواقفه الشجاعة أثرها المباشر والبالغ على مجريات الأحداث الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية وقد رسمت هذه الاضمامة بأجزائها الثلاثة ملامح واضحة لشخصية الملك سعود رحمه الله. إنها شخصية باهرة ومؤثرة تمكنت من الانطلاق بقوة وثبات لصناعة دولة متحضرة حديثة أخذا بكل مستجد ومتغير مع الاحتفاظ بالثوابت الإسلامية التي تتخذ المملكة منها منهاجا وحيدا لتحكيمه في كل أمورها وشؤونها فقد تمكنت تلك الاضمامة وما احتوته من أشعار أن تبرز الخصال التي تجلت في الملك سعود وهي خصال من سماتها التمسك بالأخلاق الفاضلة والعادات العربية الأصيلة والثقافة العربية الإسلامية العريقة كما برزت شخصية الملك في تحليه بأبوة حانية ورعاية واضحة لأبناء شعبه وتقديره الكبير للعلم والعلماء واحتفائه بالشعر والشعراء وحبه الشديد للتراث العربي الأصيل ولعل تقريبه الشعراء في مجلسه أدى إلى توافد العشرات منهم إلى مجالسه العامرة فقد بلغ مجموع الشعراء الذين ألقوا قصائدهم العصماء بين يديه الكريمتين - رحمه الله- زهاء مائة وخمسين شاعرا وهو عدد هائل لم يسبق لعاهل في أي عصر أن شاهد مثيلا له, بما يؤكد أن جلالته كان ذواقا ومحبا للشعر. لقد كان الشعر وما زال (ديوان العرب) وهو أرفع الفنون التي عرفوا وتميزوا بها.. وقد سخر بعض أولئك الشعراء المحدثين في عهد الملك الراحل أفكارهم الثرية في ذكر مناقب أحد أبرز ملوك العرب في العصر الحديث.. فتلك القصائد التي جاءت في هذه الاضمامة الفريدة والرائعة تصور بدقة أكبر الأحداث التاريخية التي مرت بها المملكة في عهد الملك سعود كما أنها تصور بنفس الدقة الأحداث الجسيمة التي مرت في حياة الملك سعود وهي حافلة بمراحل جهاد عظيمة خاضها مع والده المؤسس من ناحية وبمراحل عمل دؤوب وجهد مثمر لصناعة دولة حديثة من ناحية أخرى, وبهذا فإن الشعر صور بوضوح انتصاره المبين في الوقائع الحربية التي خاضها.. كما صور بوضوح أيضا خطواته الحثيثة لوضع الأسس الراسخة التي قامت عليها بنهضة المملكة في عهده الميمون في مختلف المجالات والميادين. وقد صور الشعراء الذين وقفوا بين يدي جلالته فرحة العرب والمسلمين قاطبة بمرحلة توليه عرش المملكة في شهر ربيع الأول عام 1373هـ كما صور الشعراء اهتمام جلالته البالغ بالزيارات التفقدية التي كان يقوم بها لأرجاء المملكة لتفقد احوال الرعية والسعي إلى تنمية وتحديث مختلف المجالات النهضوية التي حدثت في عهده الميمون اجتماعية كانت أو اقتصادية أو ثقافية أو دينية كما رصد الشعر الكثير من المشاريع التي قام جلالته بتدشينها بما فيها تلك المتعلقة بالحرمين الشريفين وإعادة إعمارهما وتوسعتهما كما أن الشعر في هذه الاضمامة الرائعة قام بتسجيل الأدوار الحيوية الهامة التي قام بها جلالته لنصرة قضايا العرب والمسلمين, وعلى رأسها القضية الفلسطينية العادلة.. فتلكم القصائد الرائعة تسجل بوضوح شخصية الملك الراحل بأدق تفاصيلها.. فحياته - رحمه الله- حافلة بصورة القائد المسلم الذي كان ينطلق في أعماله بروح من الثوابت الإسلامية الراسخة ويتحلى بالأخلاق الفاضلة والعادات العربية الأصيلة ويلم بالثقافة العربية الإسلامية العريقة من كل جوانبها. وإزاء حب جلالته - رحمه الله- الشعر تسابق على بلاطه كبار الشعراء من داخل المملكة وخارجها وهم كثيرون.. جاءت هذه الاضمامة بأجزائها الثلاثة لترصد ما قاله أولئك الشعراء في الملك الراحل.. ولتتحول هذه الاضمامة الهامة إلى إضافة جديدة للمكتبة العربية سوف تثريها دون شك وتكون مرجعا وثيقا لكل دارس وباحث يريد الكتابة عن شخصية الملك الراحل وأعماله الخالدة.
@@ فهد عمر المخايطة
