كان يشكو بمرارة.. قال لي فرحنا بقدوم العيد وشددنا الرحال الى ثغرنا الجميل.. جدة.. والتي هي فعلا غير.. وهناك العديد من مدن العاب الاطفال.. والكازينوهات والمطاعم المتعددة.. وشاليهات البحر ذات الغرفة والغرفتين واكثر.. لكن الاسعار في هذه الاماكن تطفو فوق صفيح ساخن.. وكثير من الناس ذوي الدخول القليلة لا يملكون دفع الاثمان في هذه الاماكن.. قلت له.. اسمع عن ان غرفة جدة التجارية والصناعية شكلت لجنة للسياحة وحثت جميع الاماكن السياحية على تقديم اسعار مخفضة حتى تجذب الناس اكثر.. قال ربما ان هذا الحرص لم يتحقق فعلا.. فاسعار الشاليهات تبدو مرتفعة اكثر خلال العيد وليس كل الناس في وضع يسمح لهم باستئجار مثل هذه الاماكن.. وقلت لصاحبي.. على رسلك.. لقد كتبت عن هذا الموضوع قبل سنوات وقلت انه على الرغم من ارتفاع الاراضي على البحر وازدياد تكاليف البناء.. الا ان الاسعار المقدمة تفوق قدرة كثير من الناس.. وان على الغرفة التجارية بجدة دراسة هذا الموضوع حتى يستطيع غير القادرين ماديا الاستمتاع بالبحر حتى لو اضطر الامر الى اقامة شاليهات بالمساهمة عن طريق التجار بالغرفة وتوضع لها اسعار معقولة يقدر عليها البسطاء من الناس.
واقترحت اكثر.. ان تترك مساحة من البحر مفتوحة لكل الناس ينصبون فيها خياما مؤقتة حين يحلون.. ثم يطوونها حين يرحلون وتصبح هذه المساحة من البحر متنفسا لكل البسطاء وذوي الدخول المحدودة.
وراقت الفكرة لصاحبي.. وقال لعلك تذكر بما قلته قبل سنوات الآن ولعل الصدى يأتي متجاوبا. ان الاعياد فرحة للكبار والصغار.. والعطلات الصيفية.. وعطلات الربيع ينتظرها الجميع للاستمتاع بها.. لكن علينا ان نكون واقعيين في اقامة مشروعات سياحية ذات اسعار مقبولة حتى لا نئد الفرحة في نفوس غير القادرين. ولعل التوجه الكريم من الدولة على تخصيص العديد من المرافق سبب مشجع على تنفيذ مثل هذه المشروعات الجميلة التي تزرع الفرحة على وجوه الكبار والصغار. واذا كانت الهيئة العليا للسياحة في بلادنا قد شرعت في تنفيذ العديد من الافكار التي ستخلق اجواء سياحية جميلة في بلادنا الحبيبة فانه ينبغي ان تتضافر معها جهود القطاع الخاص في تقديم اسعار مناسبة تشجع ولا تضر.
