تشترى غرضا واحدا تأخذ ثانيا بدون مقابل.. او تخيط ثوبين وتدفع ثمن ثوب واحد فقط، او تشتري عددا من العطور وتأخذ هدية كمبيوتر او تلفزيون ومثل تلك الاغراءات كثيرة والعجيب تدافع الناس الى حيث العروض. نساء وأحيانا رجالا تحت إلحاح زوجاتهم طبعا.. لكن الأكثر تلبية للدعوة النساء وأنا منهن ولكن ليس في الوقت الحاضر؟ بل في السابق والمثير للدهشة المناظر التي تشاهد في تلك الفترة والداعية للضحك والعجب. السيارات المعبأة باللحف. من يشتري لحافا يأخذ آخر هدية، وتكثر الهدايا وتكثر الأغراض، ويكثر المشترون، وتغطي الوجوه بالمشتريات حتى يصبح المشتري لا يستطيع رؤية ما أمامه بسبب ما يحمل. وتشاهد عربات اليد المملوءة الى ام رأسها مع سقوط بعض المشتريات منها والمشتري لا يشعر بما يسقط نتيجة الازدحام وكثافة المشترين المحملين الذين يكتظ بهم المكان.. اعدادهم كثيرة ومشترياتهم أكثر، فمثلا تذهب ثلاث من النسوة معا للشراء بعد الدعاية الكبيرة من قبل زميلاتهن او صديقاتهن وتحت مخدر هذه العروض السخية فيقمن بالشراء لأنفسهن ولمن كلفنهن ولشقيقاتهن اللاتي لم يستطعن الحضور ولصديقاتهن ايضا اللاتي لم يسمعن بهذه العروض (حرام) يفوتهن هذا العرض السخي، تعبأ السيارة لدرجة عدم استطاعة السائق رؤية السيارات من الخلف.. وليس ذلك بالمهم، المهم هو شراء هذه السلع، ثم يحدث ما لم يكن في الحسبان، فبعد العودة تكون صدمتهن كبيرة وشعورهن بالاحباط أكبر.. فبمرور وقت قصير على شراء تلك الأعيان تتبين رداءة صناعة هذه المشتريات ورداءة خاماتها فاللحف مثلا بعد اول غسيل يفارقها لونها الأصلي الى غير رجعة والتلفزيون (الهدية) ايضا او الكمبيوتر لا يعمل وكذلك الخلاط (الهدية) والمسجل الروى والصناعة (الهدية) أيضا. هذه أمثلة فقط لبعض تلك المشتريات وما خفي كان أعظم. ولا ننكر انه توجد بعض السلع الجيدة كما سمعت ولكنها قليلة، ولا أشك في أمانة التاجر ولكن هذا ما يحدث بالفعل، وحدث معي على الأقل. وأتمنى ألا يتكرر حتى تكون هذه الدعاية أكثر انتشارا ويكون التاجر وسلعته عند حسن ظن الجميع. ولكن تجربتي وتورطي وغيري في جميع ما قمنا بشرائه او بعضه بحسن نية وسوء حظ، وتصديق للعروض السخية دفعني للكتابة لأشكو الحظ العاثر لا الباعة ولا الدعاية.
أنيسة الشريف مكي